الدستور
محمد الراعى
كيف فاز الخطيب وقائمته؟
لا ينكر أحد أن انتخابات الأهلى كانت هى الأصعب والأشرس، لأن كل المرشحين بلا استثناء كانوا جديرين بتمثيل القلعة العريقة، ولم يتوقع أحد أن يفوز الكابتن محمود الخطيب وقائمته بفارق كبير فى الأصوات، ويتساءل الجميع عن أسباب فوز «بيبو» وقائمته، وكيف حُسم الصراع الشرس؟.
يأتى فى مقدمة الأسباب التى رجحت كفة «بيبو»، اعتماده على قائمة متكاملة من الرياضيين ورجال الأعمال المعروفين وأصحاب الخبرة الانتخابية والكتل التصويتية، إذ اختار «الخطيب» عددًا من الرياضيين الدوليين، وتحديدًا رانيا علوانى، ومهند مجدى، وجوهر نبيل، على عكس قائمة المهندس محمود طاهر، التى لم تضم نجمًا رياضيًا «سوبر».
ورغم اهتزاز صورة جوهر نبيل بسبب نشر صفحته انشقاقه عن قائمة «الخطيب» قبل الانتخابات بساعات، فإن ذلك لم يؤثر على فرصته، كما ضم «الخطيب» مجموعة من رجال الأعمال، مثل «الكفراوى» و«الدماطى» و«الجارحى»، الذين يمتازون بفكرهم الاستثمارى.
وحرص «بيبو» أيضًا على أن تضم قائمته عناصر الخبرة الانتخابية والكتل التصويتية، أمثال العامرى فاروق، وخالد الدرندرلى، وخالد مرتجى، ونجح منذ البداية فى التوفيق بينهم فى قائمته، ونزع فتيل الأزمة التى تسببت بها رغبة «مرتجى» فى الترشح على مقعد النائب، ولكنهم جميعًا حرصوا على إنكار الذات فى موقف ذكى أضاف للقائمة، خاصة أن الثلاثى «العامرى والدرندلى ومرتجى»، من خبراء اللعبة الانتخابية، ويستطيعون ترجيح كفة أى قائمة بجدارة، وسبق لهذا الثلاثى أن رجّح كفة «طاهر» وقائمته بالكامل فى الانتخابات الماضية، وكان لهم دور كبير فى فوزه برئاسة النادى باكتساح ضد إبراهيم المعلم، رغم أنهم لم يترشحوا خلال الدورة الماضية، واكتفوا بدعمه من الخارج.
قائمة الخطيب كانت منظمة ومكثفة فى الدعاية يوم الانتخابات، واتضحت خبرة مرشحى القائمة فى توزيع الشباب المسئولين عن الدعاية فى أماكن مميزة ومؤثرة، بداية من انتشارهم خارج بوابات النادى حتى صناديق الاقتراع، وسقطت قناة الأهلى فى خطأ كبير عندما انتقدت «الخطيب» وهاجمته، ولم تركز على إنجازات «طاهر» الكبيرة.
وتسببت الخيمة الانتخابية ومداخلها الضيقة والزحام الشديد أثناء الانتخابات فى غضب الناخبين والتأثير على التصويت لمصلحة «طاهر»، باعتبار أن مجلسه هو المسئول عن تنظيم الخيمة الانتخابية، ومن الواضح أن أعوان «طاهر» التنفيذيين كانوا دون المستوى، وليست لديهم خبرة لمواجهة مثل هذا الحدث الكبير والإقبال التاريخى الذى قارب على ٣٦ ألف ناخب.
ولعبت الأزمات التى واجهت مجلس «طاهر» خلال السنوات الأربع الماضية دورًا كبيرًا فى إخفاق قائمته، خاصة أزمة اللائحة الاسترشادية، التى انتهت بعدم وجود لائحة خاصة للأهلى، ما أغضب أعضاء الجمعية العمومية، ويعتبر الحكم القضائى بحل مجلس «طاهر» وموافقته على عودته بالتعيين إحدى السلبيات التى أثّرت على فرصته فى الانتخابات، لأن أعضاء عمومية النادى يرفضون وجود مجلس للنادى بالتعيين.
ورغم كل الأسباب التى أدت إلى نجاح «الخطيب» وقائمته، فإن «طاهر» اجتهد فى فترة رئاسته للنادى، وقدم إنجازات ملموسة اعترف بها «الخطيب» نفسه، وقال إنه جاء ليكمل إنجازات سابقيه.
وفى النهاية، الأهلى هو الفائز فى هذا الصراع الشرس، خاصة أن الانتخابات حضرها أكبر عدد فى تاريخ النادى، فى مشهد حضارى دون أى أزمة أو تجاوزات أخلاقية، وأصبحت على «الخطيب» وقائمته مسئولية كبيرة وتحديات كثيرة، ولا يوجد لديهم أى عائق لتنفيذ وعودهم والعبور بالأهلى إلى آفاق جديدة متميزة، وأعتقد أن «الخطيب» قيمة كبيرة، وليس من هواة تصفية الحسابات، وليس لديه وقت للمشاكل والأزمات، وأتمنى أن يرفع الجميع شعار «الأهلى فوق الجميع».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف