رضوان الزياتى
الأهلي والزمالك ومشهد جميل وآخر قبيح
تابعنا جميعا مباراتي الأهلي والزمالك في الكونفيدرالية الأفريقية وركزنا علي المستوي والأداء والنتيجة... في ستاد رادس بتونس الخضراء استطاع الأهلي الجريح ولكنه لايئن من الدفاع عن سمعته ومكانته.. وتفوق نجومه علي أنفسهم أمام الأفريقي الخطير بطل الدوري التونسي وتخطوا كل الصعاب وخيبوا كل التوقعات والتكهنات التي كانت في صالح الأفريقي لينهوا اللقاء بفوزهم بركلات الترجيح أثر تعادل كلا الفريقين في مجموع المباراتين.
وفي القاهرة استطاع الزمالك المعدل نسخة 2015 الخطير أن يفوز علي سانجا الكونغولي بثلاثة أهداف مقابل هدف وكان في مقدور حفني ورفاقه أن يحققوا الفوز بنصف دستة أهداف لو حالفهم الحظ.. وعموما الزمالك الذي تاه علي مدي السنوات الماضية أصبح لديه فريق يستطيع الفوز في أي مباراة!
هذا السيناريو كان محط تركيز وانتباه الملايين من عشاق ومحبي كرة القدم المنتمين للناديين أو حتي الذين لديهم انتماءات لأندية أخري ولم ننتبه أو يلفت نظرنا ما اعتبرته أهم من النتائج أو حتي الفوز والخسارة.. فاتنا مشهدين واحد في ستاد رادس جميل.. وآخر في القاهرة قبيح.. المشهد الأول هو منظر آلاف الجماهير التونسية التي ملأت المدرجات بالكامل رغم أن الاتحاد التونسي أو قوات الأمن هناك منعت دخول الجماهير لأقل من 18 سنة خوفا من حدوث أي حوادث شغب وبصراحة كان منظرهم ممتع وشجعوا فريقهم بحرارة بالغة علي مدي ال 98 دقيقة بخلاف الوقت المخصص لركلات الترجيح.. وأحسست أن نجوم الأهلي رغم الصعوبات التي تواجههم والغيابات لبعض النجوم يتحملون مسئولية الدفاع عن سمعة الكرة المصرية في تلك المباراة.. ورغم أن عددا ضئيلا من جماهير الفريق يعد علي أصابع اليد سافر وراءهم لمؤازرتهم إلا أن صوتهم في الملعب وصل إلي نجوم الأهلي وأعطاهم الحماس والطاقة ليعودوا فائزين.
أما المشهد القبيح فكان في مباراة الزمالك ومدرجات الملعب خالية تماما من وجود أي مشجعين اللهم مسئولي المجلس وبعض أهل الحظوة الذين سمحوا لهم بالدخول.
سرحت في المشهد وتخيلت الحضور الجماهيري مع سخونة أحداث اللقاء وكذلك العرض الممتع الذي قدمه أبناء الفن والهندسة وكأنهم يريدون أن تكتمل فرحة الكرة المصرية بعد تأهل الشياطين الحمر وأقول شياطين لأنهم بالفعل كانوا شياطين أمام الأفريقي.
وللأسف كان من الممكن أن تكون تلك المباراة كرنفالية احتفالية تساهم في تعويض ما فاتنا علي مدي السنوات الأربعة الماضية.
لابد أن نعترف جميعا أن الدولة قررت منع الحضور الجماهيري بسبب الأحداث الدموية المؤسفة وبمعني آخر ما حدث هو نوع من أنواع الفساد في السلوكيات العامة لمشجعي كرة القدم ومن ثم تم اتخاذ قرار المنع حتي دون مجرد التفكير في الخطوة المقبلة.. ولا أقصد خطوة عودة الجماهير ولكن أقصد حماية ملاعبنا من تكرار تلك السلوكيات الفاسدة.. وبمناسبة قرار الحرب علي الفساد بمختلف أنواعه والذي تنتهجه الحكومة حاليا.. بعد دعوة الرئيس السيسي الصريحة الشهر الماضي.. اتحدي لو فكر أي مسئول في الحكومة أو حتي وزارة الشباب في خطط تطوير الملاعب والاستادات وتزويدها بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة من بوابات الكترونية وكاميرات خارجية وداخلية ودورات تدريب لرجال الأمن الداخلي والمشرفين والمتطوعين بأجر كما يحدث في ملاعب جميع دول العالم.. ليس الهدف زيادة أعداد الملاعب لتصبح 6 أو 7 آلاف.. لأنها لا تقوم بمهمتها في حالة غياب الجماهير.. ولكن المهم أن نفكر مرة واحدة ونخطو خطوة للأمام ونستبق حدوث أي كوارث والعمل علي منعها بتحرك الجهات المسئولة.. ووضع الخطط والتصورات من خلال انظمة أمنية متكاملة تضمن السلامة ومراقبة أي أعمال شغب.. هكذا يعملون في الخارج الذي شهد كوارث مأساوية والتاريخ خير شاهد.
يجب ألا ننام طوال المدة المقررة لمنع الجماهير.. ثم نستيقظ لنستعد لعودتها لتحدث كارثة آخري ويصدر قرار آخر بالمنع.
سيدي رئيس الوزراء فلنبدأ بتطهير ملاعبنا من السلوكيات الفاسدة والأهم التحركات السلحفاتية التفكيرية للجهات المختصة.. حتي تعود الروح لتلك الملاعب وينصلح أحوالنا الكروية.