المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب - الصادق الأمين ذو الخلق العظيم
مع نسمات شهر ربيع الأول تتعطر الأجواء بذكري ميلاد سيد الخلق ورسول الإنسانية رحمة ربنا للعالمين سيدنا محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم نقتبس فيضاً من أنواره وهو الذي تفضل به رب العالمين علي البشرية بأسرها فقال عز من قائل "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ورغم أن سيدنا محمداً صلي الله عليه وسلم نشأ يتيماً إلا أنه كان من أفضل الناس تعاملاً وتواضعاً وأدباً وأخلاقاً صدقاً في القول أمانة بأعلي درجات الوفاء. وقد لازمته هذه الصفات الطيبة منذ صغره في نشأته بأم القري. وكان الجميع يعرفه بالصادق الأمين. وقد ظل رسول الله صلي الله عليه وسلم متمسكاً بتلك السمات حتي مع الذين لم يستجيبوا لدعوة الحق التي جاء بها ولعل أبلغ دليل علي ذلك حرصه الشديد علي رد الودائع والأمانات لأصحابها وذلك عند هجرته من مكة إلي المدينة المنورة وكلف ابن عمه علي ابن أبي طالب للقيام بهذه المهمة. وفاء وتقديراً لهؤلاء الذين جاءوا يحتفظون لديه بأماناتهم. لأنهم تأكدوا من صدقه وأمانته خلال فترات طويلة من التعامل معه ورغم عدم اتباعهم لرسالته إلا أنهم جاءوا إلي الصادق الأمين. وقد أعطي الرسول صلي الله عليه وسلم بهذا العمل الإنساني دروساً لبني البشر في الالتزام بصدق القول والأمانة حتي مع من خالفه رقي وحضارة لم ترق البشرية إليها بعد!!
سماحة الرسول وطيب عنصره وأخلاقه الكريمة كان يأسر الناس بكرم أخلاقه وحُسن تعامله فها هو صلي الله عليه وسلم قد نزل تحت شجرة في أحد الأيام وعلق سيفه بأحد أغصانها فجاء رجل اسمه غوث بن الحارث وأخذ السيف وجثم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم مهدداً وقائلاً : من يمنعك مني الآن يا محمد؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : الله يمنعني منك. فوقع السيف من يد الرجل والتقطه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال مهدداً للرجل من يمنعك مني الأن؟ فقال الرجل : إنك معروف بأنك لا تقابل السيئة بالسيئة وانما تقابلها بالحسنة وفي تلك اللحظات عفا عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وتركه ينصرف.
تلك هي أخلاق الإسلام وقيمه الخالدة التي أرسي معالمها رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف ورأبعمائة عام. أين الأمة الإسلامية من هذه الثوابت الإنسانية واين هؤلاء الذين يستحلون دماء الأبرياء وتكفيرهم لمجرد أنهم لم يستسلموا لفكر هؤلاء الضالين. كم من الجرائم ارتكب هؤلاء التكفيريون إن ما يجري علي أرض الرافدين بالعراق وسوريا واليمن وليبيا ابلغ دليل علي جرائم هؤلاء ونزعاتهم الطائفية. ولابد من صحوة لعالمنا الإسلامي واتخاذ كافة التدابير لحماية شبابنا من هذه الأفكار. المضللة وتحصينهم من هذه الافتراءات وتلك الجرائم التي يتسللون بها إلي هؤلاء الشباب. هذه المهام يجب أن ينهض علماء الإسلام وأهل الفكر والتصدي لكل ما يطرحه هؤلاء من سموم فكرية لاستقطاب الشباب وضمه إلي صفوف التكفيريين واقناع الشباب بضرورة عدم الانسياق وراء هذه الأفكار المسمومة وبيان فسادها بكل الأدلة التي تدحض مزاعمهم الفاسدة.
في ذكري ميلاد رسول الله صلي الله عليه وسلم ليتنا نستلهم هذه الأخلاق الكريمة التي كانت نبراساً وعلامة مضيئة لهذا النبي الأمين خلال مسيرته في دعوته لقيم الحق والعدل والمعاملة الحسنة مع سائر البشر حتي مع خصومه. ولا سبيل أمام أبناء العالم العربي والإسلامي إلا الرجوع الي تلك القيم الراسخة والاستضاءة بها في كل مجالات الحياة. ولابد من تضافر جهودنا جميعاً لحماية الأمة والشباب خاصة من هذه الأفكار المدمرة والتخريبية والله غالب علي أمره ونسأله التوفيق لكل جهد مخلص يستهدف العودة إلي سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله. إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف