المساء
على فاروق
بالمرصاد - ما رأي محافظ القاهرة؟! مطلوب كشف حساب.. لرؤساء الأحياء!!
جاءت ضربة الرقابة الإدارية مؤخراً بالقبض علي رئيس حي السيدة زينب متلبساً بتقاضي رشوة 100 ألف جنيه لتفتح من جديد ملف رؤساء الأحياء والمراكز والمدن في مصر بعد أن وصل الفساد بها ليس فقط للركب ولكن للرقبة أيضاً!!
فمنذ أحداث مؤامرة 25 يناير 2011 تحولت الأحياء إلي بؤر للفساد والإهمال والفوضي وكانت النتيجة ما نشاهده الآن من أزمات حقيقية يشعر بها المواطن إما في انتشار المناطق العشوائية والمخالفة في كل مكان أو في تكسير الشوارع والطرق أو في استيلاء الباعة الجائلين علي الشوارع حتي تحولت القاهرة إلي سوق عشوائي كبير.. وأصبح هناك نقص دائم في الخدمات الأساسية التي يجب أن توفرها الحكومة للمواطنين لدرجة أن تصنيف مصر بين الدول في توفير الخدمات الأساسية بلغ المرتبة 115 من بين 140 دولة.
أساس الأزمة يجسدها رؤساء الأحياء في عدم وجود كوادر حقيقية للعمل في المحليات بالإضافة إلي تداخل الاختصاصات بينما لفت البعض إلي أن المشكلة الحقيقية تكمن في الاهتمام الدائم بـ "تظبيط الأوراق" دون النظر إلي الدور الفعلي لما هو مكتوب وهو ما يسمح لضعاف النفوس بتلقي الرشاوي وانتشار الفساد.
وما يحدث الآن تحديداً في الأحياء لا يصدقه عقل حيث ترتكب كل الخطايا والموبقات دون أن يحاسبهم أحد رغم وجود محافظ و4 نواب له في المناطق الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية ونأخذ عينة الفساد الذي يحدث في الأحياء علي سبيل المثال للتدليل علي حجم هذه المصيبة من عدد من أحياء القاهرة أولها حي عين شمس الذي يسكنه أكثر من 3 ملايين مواطن يعيشون في ظروف مأساوية وفوضي عارمة بينما رئيسه وقياداته يمارسون عملهم داخل مبني الحي دون أن يقوموا بأي جولات ميدانية بالحي المنكوب ليشاهدوا الشوارع "المكسرة" والصرف الصحي الذي يغرق معظم المناطق وانتشار القمامة في كل مكان واستيلاء الباعة الجائلين علي الشوارع والأرصفة وتحول الشقق السكنية إلي منشآت تجارية.. والغريب أن قيادات هذا الحي وخاصة سكرتير الحي ومدير الاشغالات يشغلون مواقعهم منذ سنوات طويلة.. ورغم تقديم العديد من الشكاوي ضدهم من أهالي الحي والمطالبة بإحالتهم إلي جهاز الكسب غير المشروع إلا أن أحداً من المحافظة لم يتحرك وكأن الأمر لا يعنيه في شيء!!
وما يحدث في "عين شمس" يحدث في أحياء عابدين ودار السلام ومصر القديمة بل وانتقل إلي أحياء مصر الجديدة والزمالك وجاردن سيتي ومدينة نصر التي كانت يوماً مفخرة لكل المصريين وأصبحت الآن خارجة عن السيطرة ولا صوت فيها يعلو فوق صوت المخالفات الكارثية.
كل ذلك ومحافظ القاهرة صامت لا يتحرك.. ولا "حس له ولا خبر". قد يقول البعض إن رؤساء الأحياء يعملون في ظروف صعبة ولا توجد لديهم الإمكانيات اللازمة لمواجهة المخالفات الهائلة التي تحدث داخل هذه الأحياء.
وأقول لهؤلاء إن هذا عذر اقبح من ذنب.. لأن الأمر لا يتطلب أي إمكانيات.. ولكنه يتطلب عملاً ميدانياً في الشوارع بدلاً من المكاتب المكيفة والاستماع إلي شكاوي المواطنين وتطبيق القانون علي الجميع وإزالة المخالفات أولاً بأول والالتقاء مع سكان الأحياء القادرين مالياً ودعوتهم للمشاركة في حل المشاكل ورصف الشوارع ووضع صناديق القمامة في كل شارع والإبلاغ عن أي مخالفات تحدث فالحكومة وحدها لا تستطيع أن تفعل كل شيء بل لابد من تعاون المواطنين.. وهناك الكثير من المواطنين الشرفاء الذين يريدون المساعدة من أجل تحقيق واقع أفضل.
علينا أن نعيد النظر في طريقة تعيين رؤساء الأحياء لأنه يتم حالياً اختيار القيادات من خارج الأحياء.. وبالتالي يتولون مناصبهم وهم لا يعرفون عن مشاكلها أي شيء.. وتكون النتيجة أنهم يظلون يدرسون ويدرسون ويدرسون شهوراً طويلة.. وفي أغلب الأحيان لا يفعلون شيئاً.
نريد أن نجري مراجعة شاملة لكل رؤساء الأحياء ونطلب منهم تقديم كشف حساب خلال الفترة التي قضوها في هذا المنصب.. ونستبعد علي الفور رئيس الحي الذي لم يفعل شيئاً.. ونأتي برؤساء جدد من سكان الأحياء نفسها ونعطي لهم فرصة لا تزيد علي 3 أشهر حتي نحكم عليهم.
آن الأوان أن نتحرك بسرعة.. وقبل فوات الأوان لإنقاذ أحياء القاهرة من الأوضاع المتردية التي وصلت إليها ومحاسبة رؤساء هذه الأحياء فهل يفعلها محافظ القاهرة؟!
نحن في الانتظار!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف