المساء
أحمد سليمان
في حب مصر - اقتربت ساعة الحسم
سمعنا وقرأنا تصريحات كثيرة من مسئولين دوليين عقب كل حادث إرهابي يقع في مصر يتحدثون فيها عن إدانتهم للعمليات الإرهابية ووقوفهم إلي جانب مصر في حربها ضد الإرهاب. واستعدادهم لتقديم الدعم اللازم لمصر حتي تنجح في هذه الحرب. وهي عبارات جوفاء لا يمكن الامساك بها وقت الجد.
فماذا قدمت دول العالم والمجتمع الدولي لمصر التي تحارب الإرهاب نيابة عنهم اجمعين. وماذا ينتظرون مصر المثقلة بهموم اقتصادية ومشكلات اجتماعية ومع ذلك تواجه أشرس المعارك علي الإطلاق بمفردها وبما لديها من إمكانيات. وفي ظل معوقات كثيرة يعلمها القاصي والداني.
وماذا فعل المجتمع الدولي عندما قدمت إليه مصر والمملكة السعودية والإمارات والبحرين أدلة وبراهين تكشف بالاسماء الدول والشخصيات الداعمة والراعية والممولة للإرهاب علي مستوي العالم؟
وماذا فعل المجتمع الدولي بينما يتساقط المصريون في كل عملية إرهابية وتفقد الأسر عائليها وتصبح الأمهات ثكلي والزوجات أرامل والأبناء يتامي؟
وماذا فعلت دول المجتمع الدولي التي لا تتحرك إلا عندما تطولها أيدي الإرهابيين فتبدأ في البحث عن طوق نجاه لمنع وقوع عمليات إرهابية أخري علي أراضيها؟
ومن المعني بالحديث عندما تخاطب المجتمع الدولي؟ ومن بالتحديد تنتظر ان يستجيب لندائك وأنت تطالب المجتمع الدولي بالوقوف ضد تمويل ودعم الإرهابيين ومواجهة الدعم المادي واللوجيستي الذي يتلقاه الإرهابيون من دول بعينها يعلمها الجميع؟
إنما ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم الأربعاء الماضي خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف من الزامه للفريق محمد فريد حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة باستخدام كل القوة الغاشمة وبالتعاون مع رجال الشرطة المصرية لاستعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر يؤكد قول الشاعر: "ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك".
وفور صدور الأمر من الرئيس بدأت التحركات علي أعلي مستوي سواء بالقوات المسلحة أو الشرطة وكان آخرها ما قاله أمس اللواء جمال عبدالباري مساعد وزير الداخلية للأمن العام خلال لقائه عقب صلاة الجمعة مع أبناء قرية الروضة بشمال سيناء التي شهدت الحادث الإرهابي المروع الأسبوع الماضي. فقد قال إن السيد وزير الداخلية وجه بتواجد نصف قيادات الوزارة في شمال سيناء لتأمين الأهالي وأهالي قرية الروضة وحمايتهم من العناصر الإرهابية. وأنه تم تشكيل فرق تأمين من خيرة ضباط وأفراد وزارة الداخلية لتأمين أهل القرية علي مدار أربع وعشرين ساعة.
لقد اقتربت ساعة الحسم وأوشكت الحرب علي الإرهاب أن تضع أوزارها. ولكن يبقي علي كل مواطن أن يعلم أن رجال القوات المسلحة والشرطة لن يخوضوا الحرب بمفردهم فكلنا أصبحنا مقاتلين بهذه الحرب وعلي كل منا دور لابد أن يقوم به وليس أقل من أن يعي كل مواطن ان دوره مهم سواء بعدم تصديق أو ترديد شائعات هدفها هدم الدول. أو بالابلاغ عن أي شخص يشتبه في كونه من العناصر الإرهابية أو الداعمين والمؤيدين لها حتي ولو كان من الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران كما قال الخبراء الأمنيون لجريدة "المساء" في التحقيق المنشور علي صفحاتها يوم الأربعاء الماضي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف