المصرى اليوم
اسلام الغزولى
المتربصون
إن أعظم وأهم نقاط قوة القوات المسلحة المصرية بخلاف بسالة وشجاعة أبنائها، وقوة وصلابة أفراده ضباطا وجنودا، أنها قوات مسلحة متكاملة قادرة على إنتاج ودعم وحداتها على الجبهة بكل أنواع الذخائر والاحتياجات اللوجيستية والمعيشية من طعام وشراب، بل إنها قادرة على إمداد الدولة المصرية كلها بما ينقصها من المؤن والسلع عندما تعجز الحكومة عن التعامل مع الأزمات التي تحدث ما بين الحين والآخر، وذلك دون تحميل الدولة أي أعباء، وحين نمر بأزمة نقص في سلعة ما يكون ملجؤنا الأول هو القوات المسلحة المصرية التي دائما وأبدا تعمل على تأمين الدولة على كل المناحي والتصدى لمن تسول له نفسه بتهديد الوطن أو مقدرات شعبه، سواء العسكرية والأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وتعمل دائما على تلبية احتياجات الشعب دون مغالاة واستغلال، فهى بلا شك في ذلك حصن الدولة المصرية المنيع.

هذه النقطة تحديدًا هي تحضرنى وأنا أتابع العمل الشاق الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية على كل الأصعدة لبناء الدولة المصرية الحديثة ولا تعرف المعوقات أو الصعوبات بل تتعامل وبجسارة مع كل التحديات التي تواجه الوطن.

كان آخر المشروعات الكبرى التي قامت بتنفيذها بناء على تكليفات القيادة السياسية لها واحدًا من أهم المشروعات القومية الضخمة للاستزراع السمكي ببركة غليون في محافظة كفر الشيخ، والتى افتتحها الرئيس السيسى قبل أيام، وتعد المزرعة الأكبر في الاستزراع السمكى بالشرق الأوسط، والتى تضم عدة مصانع، بالإضافة لمفرخ للأسماك والجمبرى، ووحدات زراعة مكثفة، وذلك تحت إشراف الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية.

وكان من السذاجة اعتقاد البعض أن للعمل العسكرى وجهًا واحدًا وهو الجندى الواقف على الجبهة للقتال حاملًا سلاحه، كأنه يعمل وحيدا بلا طعام أو مأوى أو ذخيرة يعيد ملء سلاحه بها أو تدريب أو إعداد، فكم من أبطال خاضوا بطولات لتأمين المؤن لزملائهم على الجبهة، بل ولأهاليهم في أوقات الأزمات، ونحن لسنا بعيدين عن الدور الذي قامت به القوات المسلحة في العديد من المواقف والأزمات التي ضربت البلاد على مدار الأعوام الماضية.

نسى هؤلاء أن التباهى ليس من المتعارف عليه عند تأدية المهام الوطنية والتي يؤمن بها ضباط وأفراد القوات المسلحة دون حرج أو تخوف، فالكل يؤدي دوره الوطني لخدمة الدولة سواء عظمت وظيفته أو بدت هامشية، ويعلم جميع أبناء القوات المسلحة المصرية أن أدوارهم جميعا تتكامل لتنتج حالة القوة والصلابة المعروفة عن الجيش المصرى الباسل، وأن تلك الأعمال كبرت أو صغرت ستصب جميعا في النهاية في صالح الوطن، وهو الأمر الذي لن يفهمه العامة والجهلاء والمتربصون.

نسى هؤلاء أن يتحدثوا عن المشروع الذي بلغت مساحته (4000) فدان تقريبا، وبلغ إجمالى كميات الحفر والردم حوالى (16) م3، وهو يساوى (6) أهرامات من حجم (الهرم الأكبر) وإجمالي وزن كميات الحديد حوالى (13) ألف طن، وهو ما يزيد على وزن الحديد ببرج إيفل بفرنسا.

يتكون المشروع من مفرخ (أسماك – جمبرى) على مساحة (17) فدانا، وينتج المفرخ 20 مليون أصبعية أسماك بحرية و2 مليار يرقة جمبرى ويضم المشروع 1359 حوض سمك وجمبرى، كما يضم المشروع مصنع إنتاج أعلاف الأسماك والجمبرى ومصنعًا للفوم وللثلج وللتغليف، ويشمل المشروع أكبر مصنع تجهيز أسماك وجمبرى في الشرق الأوسط وتساهم إنتاجية المشروع في تخفيض واردات الأسماك بنسبة (27%) تقريبًا، كما يوفر المشروع 5 آلاف فرص عمل لأهالى كفر الشيخ والمحافظات المحيطة.

ومن المتوقع أن تطرح منتجات شركة غليون مع بداية عام 2018.

إن الدولة المصرية تسابق الزمن وتحتاج لكل يد تبني وتساعد ولا تريد من يزايد ويسخر، الدولة المصرية تحتاج رجالًا يُقدّرون معنى وقيمة الحفاظ على الدولة ولا تحتاج للمتربصين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف