سكينة فؤاد
نرجوكم أن تؤدوها.. من قبل لا من بعد !!
إلى متى ينتظر كثير من المؤسسات المسئولة أن تتعرض البلاد لأحداث وكوارث لتهرول وتسابق لمعالجة ما انكشف من نقص وتقصير فى واجبات رعاية المواطنين وتوفير احتياجاتهم خاصة فى مناطق لها طبيعة خاصة مثل سيناء؟!! مخجل ومؤسف حجم ما تكشف من مستويات حياة لا إنسانية!! نعم هو موروث عشرات السنين من الاهمال والفساد والإفساد ونهب ثروات المصريين لصالح أصحاب السلطة والسطوة والثروة ـ ولكن بعد الثورة وفى مناطق شديدة الحساسية وتعرضت لأقصى وأقسى أشكال الاهمال مثل سيناء: هل نسينا أننا حفرنا القناة الجديدة فى عام واحد؟!للأسف لم أملك إلا الغضب والإدانة والمطالبة باستخدام أقوى أساليب الرد والردع أو ما أطلق عليه الرئيس السيسى القوة الغاشمة مع القتلة والعملاء المتوحشين والمأجورين فى كل من اتصل بى من برامج بعد ارتكاب الجريمة الخسيسة وفى كل البرامج أحسست قدرا كبيرا من المرارة فى حلوق أبناء سيناء. ومعهم كل الحق ـ لو كان ما تبقى من بقايا صحة يسعفنى لذهبت إليهم لأقدم واجبات المواساة والمساندة النفسية والمعنوية لقدر المحبة والاحترام الذى يربطنى بالكثير منهم ومن سيدات سيناء الرائعات.. ولا أنسى زيارة إلى هناك مع أعضاء حزب الجبهة الديمقراطية ورئيسه د. أسامة الغزالى وقدر الود والقرب الذى أحاطونى وأحاطونا جميعا به فهم أهل كرم وخلق وشهامة وكرامة ولا ينسون من تبنوا قضاياهم وعبروا عن آلامهم وآمالهم وقد دعوت كثيرا وفى عديد من المقالات والحوارات لاعتبار تعمير سيناء وتلبية احتياجات أبنائها من أهم عدد وأسلحة الحفاظ والحماية للأرض هناك علاوة على أنها حقوق أصيلة لهم كمواطنين مصريين،، وأذكر أثناء الزيارة أنه بفخر واعتزاز قدم لى الكثير منهم من أجيال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى نسخا من أنواط الشرف وشهادات البطولة التى أهداها لهم جيشهم المصرى تقديرا لأعمال البطولة التى شاركوا بها فى جميع معارك بلدهم وانتصارها العظيم فى أكتوبر 1973.
لا أعرف إن كانت السيدات الفضليات عضوات المجلس القومى للمرأة قد شاهدن الظروف المعيشية للمرأة السيناوية؟! وهل تعبر أوضاع الفساد عن وجود فاعل ومؤثر فى حياتهن وحياة الرجال اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وإنسانيا وفى حدوث بأى نسبة تذكر لتغيير الموروث المتخلف من العادات والتقاليد؟! أم أن البعض عندما يجتمعن فى الفنادق الكبرى يتصورون أن نساء مصر كلهن على هذه الشاكلة؟! والسؤال الأهم فى هذه اللحظات المصيرية ـ ما هو الدور الفاعل نفسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا لمساندة ودعم من ترملن من الزوجات والمئات من الأطفال الذين فقدوا آباءهم والحقيقة أن الدعم، وتوفير مقومات الحياة بحقوقها وشروطها الصحيحة يحتاجه جميع أبناء القرية وعموم أبناء سيناء من نساء ورجال وأطفال وشيوخ. أرجو ألا تكون هناك جرائم جديدة ترتكبها سلالات الشياطين من المتربصين والمتآمرين والأدوات والعملاء الذين يزداد سعارهم وسعار من وراءهم من مخططين وممولين كلما التقطت مصر أنفاسها وتقدمت فى تحقيق أهدافها هى الوسيلة الوحيدة للالتفات والانتباه إلى ما يفتقده أبناء سيناء فى المساحات البعيدة عن إزدهار السياحة والمنتجعات والمهرجانات وحيث توافرت أعلى درجات الأمان وهى تستحق كل التقدير ويجب أن تصل كل شبر وكل مصرى ومصرية على أرض سيناء. إن لم تكن الجريمةالإرهابية التى حدثت فى مسجد الروضة بأعداد الشهداء والمصابين من رجال وأطفال وشيوخ الذين أسقطهم القتلة والمأجورون بدرجات عنف وبشاعة وترويع لا أظن أن أدنى درجات البهائم يستطيعها. إن لم تكن مثل هذه الجريمة الإرهابية هى التى يجب أن تستدعى الأدوار الغائبة لمؤسسات كبيرة صاحبة أدوار أساسية فى المواجهة وفى دعم المواجهات البطولية للجيش والشرطة فماذا يستدعى غضبها وثورتها وتحركها لأداء الأدوار والمسئوليات التى لم تؤدها وعلى قدر ما تواجه مصر من مخاطر وتحديات. أتمنى أن نسمع دور الأزهر فى كيفية حماية أجيال صغيرة جديدة أن تستقطبها آراء مضللة وفاسدة لجماعات وأدوات ضالة وعميلة عن وعى أو لا وعى لمخططات استعمارية وصهيونية دولية واقليمية.. ينطبق المثال والسؤال عن الأدوار الغائبة للمؤسسات الثقافية والشبابية والاجتماعية والإعلامية.ويظل يقينى الذى لم ولن ينازعه شك أن ما تتعرض له مصر من جرائم إرهابية وصلت أعلى درجات الانحطاط والعنف والدموية والغدر فى مسجد الروضة أن هذه الأدوات والجماعات الإرهابية والعميلة جزء من المخطط الدولى والإقليمى لإلحاق مصر بما جرى لأغلب دول المنطقة وإحياء واستكمال ما أطلقوا عليه مخطط العنف الخلاق. وأن الأطماع الصهيونية فى سيناء فى مقدمة من يقفون وراء ما يحدث فى سيناء بأوهام إنهاء مشكلة الشعب الفلسطينى بعيدا عن أرضه وعما اغتصبه الكيان الصهيونى وأقام عليه دولة الاغتصاب والتصريح الذى نشر على لسان وزيرة صهيونية أن سيناء أفضل مكان للفلسطينيين لإقامة دولتهم ليس إلا وثيقة أخرى لإثبات دور الموساد الإسرائيلى والمخطط الصهيونى والكيان الوحيد الآمن والذى لم تقترب منه الجماعات الإرهابية التى استخدمت لتدمير أغلب دول المنطقة وفى القلب منها تحقيق الجائزة الكبرى كما أطلقوا على حلمهم المستحيل بمشيئة الله بسقوط وانهيار مصر خاصة كلما بدت آفاق الرحمة والراحة والتخفيف عن المصريين آثار الإجراءات الاقتصادية وبعد طول المعاناة والمكابدة التى تحملوها ومازالوا.انتفض المجتمع الدولى غضبا وتسابق لإعلان الوقوف إلى جانب مصر وعلى رأس الغاضبين كان كبار صناع الجماعات الإرهابية لذلك لم يترتب على الغضب ورغم بشاعة ما حدث فى الروضة أى قرارات أو اجراءات ضد دول ودويلات ثبت تمويلها للإرهاب أو إعلان التنظيمات التى تقف وراء هذه الجماعات تنظيمات إرهابية وهو ما يؤكد ما يعلنه الرئيس «أن مصر تحارب الإرهاب وحدها»!
إنجاز مهم ترتب على مجزرة الروضة. وأرجو ألا يتوقف وهو إعداد أفلام وثائقية توثق بالصورة وباللغات الحية حلقات وسلسال القتل والترويع والتدمير وإهدار أرواح المدنيين والعسكريين الذى لم يتوقف منذ خروج عشرات الملايين من المصريين فى 30/6 لاسترداد ثورتهم وإسقاط حكم الإخوان.. ولكن ما حدث فى مسجد الروضة تجاوز جميع درجات العنف والبشاعة والدموية والتجاسر والتحدى وهو ما يؤكد أن العملاء والأدوات الذين ارتكبوا المجزرة لا ينتمون لهذا الوطن وإلا لأدركوا حجم ما ستسدصعيه جريمتهم الخسيسة من صلابة وغضب اعتاده المصريون أمام كل ما يهدد أمن وكرامة وسلامة وأمن بلادهم وترويع أبنائهم وما ستستدعيه أيضا من قرارات بالغة الخطورة من القيادة.
كتبت سطورى السابقة قبل أن يلقى الرئيس خطابه المهم فى ذكرى مولد سيد الخلق عليه أفضل الصلوات والسلام ويطلب من رئيس الأركان أن تستعيد سيناء خلال ثلاثة أشهر الأمن والاستقرار بتعاون مع الشرطة مستخدمين جميع ألوان القوة الغاشمة وهو ما أثق أن جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية سيحققونه بأعلى الكفاءة التى يملكها خير أجناد الأرض.