الأهرام
خالد الأصمعى
ومضة - مأجورون
جاء حادث مسجد الروضة خارج الإطار بعيدا عن المسار المعهود لهؤلاء القتلة السفاحين الذين لايرتوون بغير الدماء، وبعد أن ابتعدنا عن الحادث، بضعة ايام لنتأمل الصورة عن بعد نجد أن هذه الجماعات التكفيرية هى أول الخاسرين من الحادث وعباءة التدين والخلافة وحدود الله التى يتاجرون بها ليل نهار، فهم أمام أعضائهم ومريديهم قتلوا المصلين واقتحموا بيتا من بيوت الله وحولوه إلى بركة دماء فى حادث لم يشهده المسلمون منذ أن اقتحم الحجاج بن يوسف الكعبة ورماها بالمجانيق، وأمام دول العالم وبخاصة الدول الإسلامية هم يؤكدون انتهاك حرمة الدماء والقتل حتى لو كان الضحايا مصلين، وحتى إن كان المكان هو مسجدا يرفع فيه الأذان ورواده ما جاءوا هم وأولادهم إلا من اجل الصلاة، فبكل الحسابات هم الخاسرون، وطالما هذه هى النتيجة فيأتى السؤال لماذا فعلوها؟

ورواية ان المسجد صوفى والتيارات الأصولية تكفر الصوفى وتستبيح دمه، فهذا مجرد تبرير روجه قادة تنظيمات الأفاعى للمنفذين الذين سلموا عقولهم وقلوبهم ورفعوا راية العدوان على الحياة الإنسانية باسم الدين، واستنادا إلى فقهاء الكهوف الذين شوهوا راية الرحمه وأخرجوا فقه العنف والدم.

السيناريو الأقرب الى التصديق أنهم فعلوها لحساب دولة من دول الشر التى تتربص بأمننا وأى جهاز مخابرات سخى يستطيع أن يسخر هؤلاء المأجورين لجريمة تنقل عنا حالة الفوضى وتظهرنا بأننا مجتمع غير آمن ومضطرب، أما دولة الخلافة وشرع الله وحدود الدين فهى عندهم مجرد مفردات لتجنيد المخدوعين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف