عياد بركات
ويتجدد اللقاء - وجنت.. علي نفسها براقش!
مفتاح حل لغز المذبحة التي جرت في الروضة بشمال سيناء ضد مصلين أبرياء ليس لهم ذنب ارتكبوه إلا أنهم يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله يكمن في الفكر السلفي الوهابي الذي يخشي الفكر الصوفي ويعتبر الطرق الصوفية أعدي الأعداء.
وللحق فإن فكر الإرهاب في سيناء يقوم علي الفكر الوهابي وابن تيمية.. وهو الذي لابد من مواجهته مواجهة فكرية وأمنية في وقت واحد.. مواجهة من أدخلوه.. مواجهة الذين قبضوا.. والذين اغتنوا وبشموا حتي بطروا.
لقد بدأ ادخال هذا الفكر الذي كان غريبا عن أهل سيناء عام 1987 خاصة في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وبدأ أول ما بدأ بحرب علي الطرق الصوفية التي كانت لها اليد العليا آنذاك.. هناك.
إذا عدنا لتلك الأيام فإن هناك حدثا قد يهدينا لأسباب ما حدث ويحدث حتي الآن في تلك الأيام من عام 1986 زار شيمون بيريز الصهيوني العتيد مصر وطلب العودة إلي اسرائيل برا وبالفعل عاد بيريز براًً وقال في تصريح بعد عودته انه فوجئ بحجم التعمير في المنطقة من العريش حتي رفح مرورا بالشيخ زويد وان ما حدث من زراعة لتلك الأرض الصفراء شيء يفوق الخيال الذي هو خيال "بيريز" وكانت اسرائيل قد انسحبت من تلك الأراضي عام 1982 وتركتها صفراء جرداء إلا من بقع خضراء كانت مزارع للمستعمرات الاسرائيلية التي زرعها الاحتلال في جسد تلك البقعة المباركة وكانت تغذي اسرائيل وأوروبا بالخضراوات والفواكه الطازجة.
اندهاش بيريز كان للمساحات الصفراء التي تركها والتي تحولت بسواعد أبناء سيناء خلال 4 سنوات فقط إلي غابة من أشجار الخوخ والزيتون والبطيخ والطماطم والكنتالوب وخلافه.
ولأن اسرائيل تخاف من ظلها فإن الأفكار التي تراود عقولهم تصبح واقعا بالتخطيط والتنفيذ فما هي إلا أشهر وفوجئ الأهالي في سيناء بالغزو الوهابي الفكري.
طبعا لا يتخيل أحد ان اسرائيل هي التي وراء ذلك لأن الكتب والأفكار والمذكرات كلها قادمة من بلد عربي ومكتوبة عربي لابن عثيمين وابن باز علي مبدأ "الطبيخ لي.. والطعام لغيري".
طبعا اسرائيل صعبت عليها نفسها وهي من هي في العلم والفكر والتخطيط أن تصبح حدودها مع مصر غابة خضراء من التنمية والعمار والازدهار الاقتصادي.. فلعبت في دماغ المنطقة.
وما أقوله هنا تعلمه جيدا أجهزة الدولة لقد بدأت المواجهة لذلك الفكر التطرفي بالمواجهة الأمنية وتم القبض علي الكثير من شباب المنطقة الذين يروجون لهذا الفكر ويحاربون الصوفيين وأودعوا السجون ولكنهم كالبنت الشيطاني تقلع نباتا فيطلع بدلاً منه عشرة!
غاب مناطحة الفكر بالفكر والحجة بالحجة حتي بدا وكأن السيطرة هي لذلك التيار الذي استقطب ضعاف العقول ومتوسطي التعليم وكثيراً من الجهلاء لتشكيل تربة خصبة لما هو آت بعد ونراه اليوم بأعيننا.
الذين أطلقوا المارد وكأني بهم يضحكون الآن في غيهم ولكن تحضرني مقولة لسيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين رأي دولة الروم وهي دولة عظمي آنذاك تنازعها وساوس الشيطان في العودة مرة أخري لسابق عهدها علي حساب دولة الاسلام البازغة آنذاك فقال قولته المشهورة "والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد ابن الوليد" ونحن تأسيا بالصديق نقول: والله لتنسين الارهابيين وساوس شياطينهم بالجيش المصري العظيم وليصبحوا عبرة لمن يعتبر في الشام والعراق وعلي نفسها جنت براقش.