الوفد
علاء عريبى
رؤى - ترامب والقدس
عندما أعلن ترامب عن رغبته فى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كتبت هنا وتساءلت: ماذا لو صدق وفعلها؟، وما هو موقف البلدان العربية؟، وفى مقال تال توقعت ألا يخرج موقف القادة العرب عن بيانات الإدانة والشجب، وقلت: ربما يميل بعض الحكام العرب إلى التمييز بين القدس الشرقية والغربية، والتأكيد أن السفارة نقلت فى المدينة الجديدة بعيدا عن القدس العربية القديمة.
منذ أيام نشرت بعض الأخبار عن عودة ترامب للحديث عن نقل سفارة بلاده إلى القدس، والأخبار كالعادة لم توضح عن أية قدس يتحدث، وقيل إنه سوف يعلن قريبا عن نقل السفارة، وهذه الأخبار بالطبع تثير بعض الأسئلة، أهم هذه الأسئلة: لماذا الآن؟، فقد سبق وأعلن عن نيته ثم تراجع وقرر تأجيل عملية النقل، بعد قرار التأجيل سافر إلى المملكة العربية السعودية، وحضر اجتماعا مع معظم البلدان الإسلامية، عدا إيران، وسورية، وتحدثوا عن الإرهاب، وقبل مغادرته الجزيرة العربية حصل على ما يقرب من 500 مليار دولار، صنفت ضمن صفقات أسلحة.
اليوم بعد أن عاود ترامب يغرد حول نقل السفارة إلى القدس، لنا أن نتساءل: ماذا بعد الأخبار والتغريدات؟، ما هو المطلوب من العرب تقديمه؟، هل إجبار حزب الله وحماس على نزع سلاحهما؟، هل تمرير عملية إسرائيلية أمريكية فى جنوب لبنان؟.
عندما تحدث ترامب حول نقل السفارة فى بداية ولايته، أعلن أن بعض نواب الحزب الجمهورى سوف يتقدمون بمشروع قانون يلزم الإدارة الأمريكية على نقل السفارة، وقيل أيامها أن النواب سوف يقدمون تعديلا فى القانون المعمول به منذ عام 1995، وذلك بحذف فقرة كانت ترخص لرؤساء أمريكا بتأجيل نقل السفارة، حيث نصت الفقرة على إمكانية" تأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر لاعتبارات أمنية"، وكان الرؤساء يؤجلون ستة أشهر فى ستة أشهر.
بعد تجديد الحديث عن نقل السفارة، ماذا لو كان ترامب صادقا؟، ماذا لو كان جادا فى حديثه؟، ما هو قرار البلدان العربية؟،
فى ظل الخلافات والصراعات والحروب العربية ، لا نعتقد أن الحكام العرب فكروا فيما بعد نقل السفارة، ولا نظن أنهم قادرون على اتخاذ موقف موحد(عقابى) ضد الإدارة الأمريكية، ببساطة لأن بطن(أموالهم ومصالحهم) دول الخليج فى قلب أمريكا، والبلدان الأخرى(مصر وغيرها) يعيشون على المعونة الأمريكية، فما هو المنتظر؟، الشجب والإدانة والندب، أو لا مساس بالقدس الشرقية، وبالله التوفيق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف