الأخبار
جلال دويدار
خواطر - مؤشرات عن نهاية لحرب اليمن
تداولت أجهزة الإعلام العالمية والعربية هذا الخلاف الذي ثار بين الرئيس الاسبق لليمن علي عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين في الحرب الدائرة علي الارض اليمنية منذ ثلاث سنوات ضد الحكومة الشرعية التي ترعاها المملكة السعودية. مبررات هذا الخلاف وفقا لما صرح به صالح تعود الي اتهام الحوثيين بتهميشه وهو ما تمثل في سيطرتهم علي أجهزة الدولة المختلفة.
كانت بداية هذا التطور الدراماتيكي وقوع بعض المناوشات العسكرية بين انصار الحليفين لتأخذ منحني خطيرا محوريا للصراع علي السلطة.. لم يتمكن الحوثيون من احتواء هذا الخلاف الذي بدأ في التحول الي صراع عسكري.
ليس هناك ما يمكن ان يمنع الاعتقاد بإمكانية التوصل الي صفقة سياسية بين التحالف وصالح والحكومة اليمنية الشرعية. ان مضمونها يمكن ان يتحول الي ان يكون هناك ما يشبه التعاون مع عبدالله صالح ومؤيديه. هذا الاتفاق سوف يكون هدفه ايجاد حل للازمة اليمنية التي تعقدت وطال امدها.
وفقا لما تم فهمه وتداركه فإن الشرط الاول الذي يمكن ان يكون مجالا للعمل المشترك بين التحالف وقوات صالح هو التصدي لأطماع وطموحات ايران في نشر نفوذها وسيطرتها علي منطقة الخليج دواليك عما تمثله من خطر علي أمن السعودية وكل دول المنطقة. لا جدال ان كل طرف مهيأ حاليا للوصول الي هذه الصفقة التي يمكن ان تتضمن اعادة بعض السلطات الي الحليف المنقلب علي الحوثيين بعد التوصل الي اتفاق تعاون يعيد الأمن والاستقرار الي اليمن.
في المؤتمر الذي عقده عبدالله صالح منذ يومين دعا انصاره من اعضاء حزب المؤتمر الي الثورة والتصدي للخطر الذي اصبح يمثله الحوثيون علي اليمن. وفي لفتة سياسية تؤكد عمق هذا الصراع غازل صالح التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعما ومساندة لحكومة اليمن الشرعية.
الدعوة تضمنت مطالبة دول هذا التحالف التي تساند قوات الشرعية اليمنية ضد الحوثيين وقوات صالح.. برفع الحصار الذي فرضته علي اليمن والعودة الي التحاور وهو ما جري فهمه بعد ذلك بالقبول من جانب التحالف لانهاء ازمة اليمن. ما جاء في دعوته يعني العمل معهم علي مواجهة الخطر والنفوذ الحوثي الذي تدعمه ايران بالمال والسلاح.. الاستقبال الايجابي لهذا الموقف من جانب السعودية والتحالف عبرت عنه وسائل الاعلام الرسمية بوجود حالة ترقب لما تشهده أرض اليمن من تطورات. كل الدلائل تشير الي أن هناك ترحيب بدعوة الحوار لحل المشاكل العالقة مع السعودية والخليج التي أطلقها صالح.
من المؤكد ان تحقيق هذا الأمل هو لصالح الأمن القومي العربي كما انه سيكون عاملا مهما للغاية في ازالة القلق بمنطقة الخليج وفتح الطريق امام عودة الأمن والاستقرار للمنطقة العربية. ليس خافيا دور التدخلات من جانب ايران وبعض القوي الخارجية التي تعمل خفيا لصالح ازدياد اشتعال الصراع في اليمن والمنطقة بهدف خدمة مصالحها خاصة مبيعات شركات السلاح. هذا الامر يدعو جميع الاطراف العربية الي اليقظة واتخاذ الخطوات اللازمة في مواجهة هذا الموقف.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف