عبد المنعم فراج
عابر سبيل - كامل الذات .. جميل الصفات
دون سائر الأمم السابقة، فهو لنا نبراس ونور نهتدي به في حياتنا الدنيوية وشفيعنا في حياتنا الأخروية.. هو من قال فيه شاعره سيدنا حسان بن ثابت واصفا جماله ردا علي الكفار الذين أرسلوه ليأتي بمذمة فيه يذمونه بها :
لما نظرت إلي أنواره سطعت..وضعت من خيفتي كفي علي بصري.. خوفا علي بصري من حسن صورته.. فلست انظره الا علي قدري.. الأنوار من نوره في نوره غرقت..والوجه مثل طلوع الشمس والقمر..روح من النور في جسم كما القمر.. كحلة نسجت من الأنجم الزهر..حقا هو قمر بل أبهي من القمر ،قالت عنه سيدتنا خديجة رضي الله عنها: جاء الحبيب الذي أهواه من سفر..والشمس قد أثرت في خده أثرا.. عجبت للشمس من تقبيل وجنته..والشمس لا ينبغي أن تدرك القمر.. فإذا كان الله قد وهب سيدنا يوسف شطر الجمال فإنك يا سيدي الجمال كله..لولا جمالك بالجلال ملثم..لكان جميع الخلق فيك تتيم..بهي جليل الوجه بدر متمم..صباح رشاد للضلالة مذهبو..صلي الله عليك يا علم الهدي ، يامن وصفك الله في كتابه المنزل عليك: وإنك لعلي خلق عظيم.. ويقول الله تعالي لك : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، فكنت رحيما بأمك سيدتنا آمنة رضي الله عنها أثناء ولادتك فقالت: رأيت حين ولادته يخرج مني نور أضاء لي قصور بصري وأنها لم تر قط أسهل ولا أخف ولادة مثل هذه ، فكيف لها أن تتألم وهو رحمة.
لذا علينا أمة الهادي أن نقتدي برسولنا ونزرع في قلوبنا الرحمة والإنسانية التي جاء بها حبيبنا محمد وأن نبعث برسالة إلي العالم أجمع بأننا مسلمون حقا ،فعلا لا قولا..ونصلي عليه فصلاته لنا نجاة ونشكره علي رسالته التي أداها علي أكمل وجه.. والله نسأل أن يجمعنا به في الفردوس الأعلي.