- عادة أنتخب تعليقات قرائى. لعلها تحمل إضافة للقراء من زاوية أو أخرى. رسالة الأخ عاطف سمحت لى بزيادة الإضاءة على مناطق تمنيت تنويرها. أعلق عليها مع عرض وجهة نظر تخالفنى الرأى.
■ عزيزى نيوتن..
لا تنتظر تطورا فى فهم الدين، كما تطور الطب مثلا، لأن فهم الدين مرتبط بنص ثابت مقدس هو القرآن الكريم الذى أنزله الله تعالى بلغتنا التى مازلنا نستخدمها حتى الآن. وما دام النص ثابتا فإن فُرص تطور فهمه محدودة للغاية. التطور الذى تطالبون به لن يتحقق إلا بمخالفة معانى بعض الآيات القرآنية وهو أمر مرفوض طبعا.
- بديهى أن النص ثابت ومقدس. معانى النص لدينا جاءت كما فسرها الأولون. بينما الحياة تأتى كل يوم بحقائق جديدة. قد تغير من تأملنا وتفهّمنا لما نقرأ. بالتالى يتطور تفسيرنا. يواكبه التطور فى الفهم. لا اقتراب من النص. يجب ألا نظل محبوسين فيما اجتهد وفسره الأولون وهم أيضاً بشر.
■ النقطة الثانية: هى ما ورد فى مقالكم (الثلاثاء الماضى) من تطورات إلى الأسوأ تراها حضرتك فى الذوق العام بسبب شيوع عبارات جديدة لم تكن موجودة. مثلا كلمة (آلو) التى حلت محلها (السلام عليكم) واسمح لى أن أسالك: ما الميزة التى تميز (آلو) عن (السلام عليكم) غير أنها أجنبية؟.
- التليفون المحمول الموجود معك الآن اختراع أجنبى. هو مقبول لديك. ماذا يزعجك إذاً فى كلمة «آلو». لماذا تريد رفعها من الخدمة. لماذا السعى دائما لتحريم الحلال؟. التضييق على المخلوقات وحصرهم فى ألفاظ مستجدة مطلوب ألا يحيدوا عنها. هل هذه الشكليات تعتبر خروجاً عن الدين؟.
■ عبارة العزاء (البقية فى حياتك) التى حلت محلها (البقاء والدوام لله) فى العبارة الأولى يفترض قائلها أن المتوفى قد مات قبل ميعاده. وأن لحياته بقية ندعو الله أن يعطيها لمن نعزيه.. فهل هذا جائز؟.
متى كان هناك شك أن البقاء والدوام لله؟، لماذا التأكيد على بديهيات يعلمها كل إنسان، أياً كان دينه؟،
تتساءل هل هذا جائز؟ نعم جائز جدا. عندما نقول البقية فى حياتك. هو نوع من التمنى. كما نقول أطال الله فى عمرك. هذا نوع آخر من التمنى. هل المطلوب أن أقول «البقية فى حياتك بإذن الله» مثلا؟. كأننى أريد إطالة حياة الشخص عابرا أمر الله؟. أخيرا؛ لماذا هذا التعقيد والشك فى كل كلمة يقولها الإنسان. لماذا لا نسلِّم بإيمانه. كما سلمت الدنيا بإيمان العجائز؟.
■ هكذا نجد أن العبارات المستحدثة أفضل من حيث المعنى من العبارات السابقة التى كانت تتردد دون أن يتنبه قائلها لمعناها.
- أجد العبارات المستحدثة دخيلة علينا. تشى بأن من يخرج عنها خارج عن الدين.
■ النقطة الثالثة: هل تتصور أن حلول هذه العبارات الجديدة التى تغلب عليها المسحة الدينية هو سبب ما نعانيه من مشكلات وأزمات طاحنة؟.
- مشاكلنا سببها التعلق بشكليات لا تسمن ولا تغنى من جوع. أعطيناها كل تركيزنا. وأهملنا الأساسيات. تاجرنا بالتعليم والصحة. يدخل المدرس الخصوصى بيت تلميذه. محيياً أهل البيت بكلمة «السلام عليكم». إذا سئل ماذا يشرب يقول: «شاى بإذن الله». مع الالتزام بهذه الشكليات يغادر البيت وقد جرد أهله من جزء ثمين مما يملكون. يخرج من البيت طبعا «بإذن الله» أيضا.
■ وهل عودتنا إلى (آلو) و(سعيدة) وإقلاع الطائرات دون ذكر دعاء الركوب سوف تحل أزمات الإرهاب والفقر والتعليم والصحة مثلا؟.
- لو سافرنا بمقولة توكلنا على الله. نصل بسلامة الله الساعة كذا. أجد فى هذا قمة الامتثال. ولا داعى لسوء المنقلب والإصابة فى الأهل والمال أو ذكر وعثاء السفر.
الإرهاب لن يثنيه دعاء. كما لن يتورع عن قتل السُّجَّد الركوع شيوخا وأطفالا.
■ مشكلاتنا يا عزيزى نيوتن لها أسباب وجذور اجتماعية وثقافية ومادية وسياسية، وحلها يحتاج لجهود مدنية وعلمية وإرادة حقيقية.
عاطف المغربى.. الإسكندرية.
- هذا كلام لا خلاف عليه.