يتطوع البعض بالمبالغة فى العداء تجاه آخرين للحد الذى يطالب فيها هؤلاء المتطوعون بسحب الجنسية وتجريد مصرى منها وتركه يبحث عن وطن بديل بدعوى أنه خائن أو مارق وهى تهم مطاطة قابلة للاشتعال فى وجوه الكثيرين تحت هذه المقاييس وتلك الحجج. فلم يكن غريبا أن يطالب نائب فى البرلمان بسحب الجنسية من الفريق أحمد شفيق على خلفية تصريحاته المفاجئة وغير المتوقعة التى أطلقها من دولة الإمارات العربية .
لا مجال هناك للخوض فى قصة أحمد شفيق الطويلة والممتدة منذ سنوات وهى محل اجتهادات لكن الذى يدور فى الأذهان هو لماذا يسارع مواطن بالسعى الحثيث نحو سلب الجنسية من مواطن آخر بدعوى انه لا يستحق شرف الانتماء لمصر؟ وما هى المعايير التى وضعها للتقييم والمساءلة؟ كل هذه التساؤلات تثير فى النفوس الأسى على الحال الذى وصل إليه البعض فى مقاربة المواقف السياسية بحثا عن موطئ قدم فى منازلة من هم خارج بساط الحلبة ثقة منهم أن البساط خاوى الوفاض، وإن البطل المزعوم الذى يريد منازلته غير موجود .
فى حالة أحمد شفيق تختلط المشاهد مع بعضها والجمل غير مرتبة لا زمنيا ولا منطقيا، وفى هذه الحالات يصبح عدم الفهم هو السمة الواضحة ما لم تصدر ايضاحات مقرونة بالأسانيد المنطقية. وإن جاز هنا القول أن ما تعرض له هو بسبب غياب المستشار القوى والمتمكن من حوله حتى يسدى له النصيحة المخلصة بأن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن 6 سنوات خارج مصر كافية للعودة والعيش بصورة طبيعية بعيدا عن الأدوار السياسية حتى لو كانت الرغبة جامحة حول العودة بدور يكون القرار من قلب القاهرة بالصوت والصورة .
ليس الهدف من الكتابة هو تقييم ما فعله، وإنما الغاية هى تسجيل حالة ضد نزوح البعض نحو القسوة فى معاملة الغير ورفع السقف عاليا فى الخصومة، كما لو كانت هناك عداوة لا يمكن تجاوزها، مصر الدولة الكبيرة لا تضجر أبدا من تصرفات أبنائها تحتويهم وتمنحهم الحضن الدافئ فمن غيرها يفعل؟