الجمهورية
محمد العزاوى
في الصميم - رسالة سلام من مسجد الروضة
لم تمر سوي أيام معدودة علي العملية الإرهابية القذرة بمسجد الروضة في شمال سيناء التي راح ضحيتها مئات الأبرياء من الرجال والأطفال واهتز لها العالم من أقصاه إلي أقصاه وخلال هذه الفترة القصيرة لم يغمض جفن للمصريين حتي تم اتخاذ كافة الاجراءات لاستعادة ما دمره هؤلاء المتطرفون الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الانسانية.. لم يرحموا طفلاً صغيراً اصطحبه أبوه لأداء صلاة الجمعة واغتالوا الشيوخ في خسة ونذالة.. كل طوائف الشعب التفت حول أجهزة الدولة وكانت هناك وقفة للتصدي لقوي الشر ودحض تدبيرهم ومؤامراتهم وإقامة صلاة الجمعة في نفس المسج الذي سوف يظل علامة بارزة تنطلق منه اللعنات التي تطارد هؤلاء الذين حصدوا الأرواح وروعوا الآمنين في بيت الله.
في مبادرة من كافة رموز الشعب المصري التي أصرت علي وقفة جريئة في وجه التحديات الإرهابية أقبل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة وكافة القيادات الرسمية والشعبية علي أداء صلاة الجمعة في نفس المكان الذي يشهد هذه الجريمة النكراء.. إصرار وعزيمة علي مواجهة التحديات وتوجيه رسالة لكافة أنحاء الدنيا ان الإسلام دين سلام وأمن وأمان.. مبادئه السمحة ووسطيته واعتداله في مخاطبة سائر البشر في إطار الآية الكريمة "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". لا ترويع ولا قهر ولا إرهاب رسالة أعلنها الأزهر ممثلاً في الإمام الأكبر والقيادات الدينية.
الرسالة كانت واضحة للجميع.. مصر لن تنكسر ولن يتأثر المصريون بأي إرهاب أو مؤامرات تستهدف وحدتهم أو عزيمتهم لبناء مستقبل أفضل.. وسطية الإسلام واعتداله هي السلاح الأساسي لمواجهة قوي الظلام والتطرف.. وقفة انطلقت من كل أبناء الشعب المصري تبارك كل خطوات التنمية والتعمير لهذه المنطقة من وطننا العزيز ولا بديل عن نشر العمران وتأهيل هذه المنطقة لتصبح في أبهي صورة للتنمية والبناء والتعمير.
في نفس الوقت كانت هناك برامج وخطط تستهدف تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لتدمير كل البؤر الإرهابية وتطهير المنطقة من أوكارهم وضرب نقاط تمركزهم علي أن تصبح هذه المنطقة خالية من أي عناصر من هؤلاء الأوغاد في خلال ثلاثة أشهر في تأكيد علي ان مصر تحارب الإرهاب في هذه المنطقة وفي كل الأماكن نيابة عن العالم.. رسالة أمن وسلام انطلقت في ربوع هذه المنطقة من أرض سيناء الحبيبة.. صمود وتحد ووقفة لرجال أشداء لم يقهرهم الإرهاب ولا تخيفهم قوي الشر.. سماحة الإسلام تظلل الجميع بمبادئه التي تقطر انسانية ورحمة وتنبذ أي تطرف وعنف.. رسالة لعل يعيها ويسعي جاهداً للمشاركة في دحر الإرهاب وقوي الشر والظلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف