صالح ابراهيم
خارج الصندوق - المحروسة .. بدون إدمان !!
* الشكر واجب لجهاز صندوق مكافحة وعلاج الإدمان الذي ترأسه د. غادة والي.. وخطواته الموفقة لحشد الجهود لمساعدة الذين تورطوا في المحروسة لداء الإدمان وتعاطي المخدرات والمسكرات.. ووصلوا إلي مرحلة بالغة القسوة سواء في الاستمرار تحت ضغوط عصبية ونفسية وربما مادية في التعامل مع المخدرات.. والخروج الموفق من دائرة الغيبوبة.. أو حتي الراغبين في الإقلاع والعودة إلي أحضان المجتمع.. ومما يواجهونه من مشقة بالغة.. عند خوض غمار تجربة العلاج والصمود في إجراءاته وما يتأثرون به من نماذج روجت لها وسائل الإعلام والدراما.. من تشنجات وآلام مصحوباً بالهياج والصراخ.. رغم أن الإقلاع يحتاج أساساً إلي إرادة وقوة تحمل وتنفيذ التعليمات العلمية للأطباء المعالجين.. ومصارحتهم المريض بتطور الحالة.. للبناء علي الإيجابيات واكتشاف أن حرية الفرد المسلوبة تعود إليه تدريجياً مع خطوات العلاج.
** هذا الصندوق الذي يعمل بالتنسيق مع مؤسسة "تحيا مصر" وخدماتها المجتمعية غير المحدودة في جميع المجالات.. لا يتوقف عند العلاج ومراحله فقط.. وكان يصل إلي مرحلة توفير فرصة العمل والقرض اللازم ليبدأ الشاب مشروعه في مشوار الكسب الحلال.. ويمسك الصندوق بأجنحة العمل الاجتماعي المتعددة.. فيهتم بالتعامل مع بلاغات الخط الساخن بكل السرية والكتمان.. ويجري فحوص الإدمان والتعاطي علي سائقي الحافلات المدرسية.. باعتبارهم يحملون أمانة توصيل فلذات الأكباد من وإلي المدرسة.. وعليهم القيادة بيقظة ووعي كاملين.. ونجحت إدارة الصندوق بالنزول بأعداد المدمنين من هؤلاء إلي حد أدني شديد التراجع.. ويواصلون رسالتهم هذه كل عام دراسي جديد.. وفي أوقات متفرقة من العام.. بالإضافة إلي التركيز علي المدارس والجامعات في حملات تحت عنوان "أنت أقوي من المخدرات".. استقطب لها مجموعة من الشباب البارز والناجح في الرياضة والفن مثل محمد صلاح ومحمد رمضان.. وكان لرسائل الفيديو والملصقات والكتيبات أكبر الآثار في تعريف الأجيال الصاعدة بخطر الإدمان والتعاطي.. وإضافة العديد من المتطوعين لنقل أهداف الحملة إلي أبعد نقطة ممكنة. مما فتح المجال للعديد من المبادرات التي تدعم دائرة المنفعة والمواجهة للخطر.
** وحرص الصندوق علي استخدام سلاح الترغيب والترهيب.. بالنسبة لرصد المشاهد المشجعة علي التعاطي والإدمان في الدراما.. خاصة مسلسلات رمضان والأفلام الجديدة.. وحددت أولاً بأول نقاط الخطر لتلافيها في الأعمال القادمة.. مما أسفر عن تحول ملموس في المعالجة الدرامية لهذه الأعمال بعيداً عن السلوكيات المشجعة والمغرية للتعاطي والتي تعتبره جزءاً من التغيير عن الرجولة وللنساء والفتيات تعبيراً عن الأناقة والجمال.. ونصل اليوم إلي قمة الهرم.. في خريطة المعالجة من خلال الاتفاق بين الصندوق وجامعة القاهرة علي إطلاق أول دبلومة بقسم علم النفس لمواجهة الإدمان.. تستقبل هذا العام الشباب الحاصلين علي بكالوريوس الطب والخدمة الاجتماعية والأولوية للعاملين في مكافحة الإدمان يدرسون خلال عام 9 مقررات دراسية لإكساب الطالب كافة أبعاد القضية مع التدريب في مستشفي للطب النفسي بقصر العيني للإعداد العلمي والأدبي.
** بالطبع هناك نشاطات أخري.. من مسابقات واحتفاليات وإطلاق مناسبات معينة.. نذهب جميعاً إلي الأمنية الكبري.. أن تصبح مصر المحروسة خالية من التعاطي والإدمان.. كما نجحنا في خلوها من أمراض متوطنة كثيرة.. كالبلهارسيا وشلل الأطفال بالإضافة إلي المبادرة الرئاسية لعلاج جميع المصابين بفيروس "سي" أن استعادة شبابنا الذين سقطوا في بئر الإدمان.. أو تدفعهم الإغراءات والطيش إلي هذه المصيدة.. التي تستهدف قوة الوطن العاملة.. وحتي تتطهر المحروسة من الإدمان والتعاطي.. وتقضي تماماً علي هذا الخطر.. تحتاج إلي البدء بالنفس.. والغريب الذي يهمنا.. بالوعي المضاد لوسائل الإغراء هذه.. من مجالس السوء.. وتجمعات بالمقاهي.. تبدأ غالباً بالشيشة والتفنن في أنواع المعسل والتمباك.. ثم بالسجائر.. التي تجمع أطفالاً علي وشك البلوغ.. يتبادلون التدخين أو يشترون السجائر من الأكشاك والمحال.. رغم وجود قانون يمنع بيعها لمن هم أقل من 18 عاماً.. والأخطر أن السيجارة تبدأ مهمتها غير المقدسة.. بتقديمها علامة علي الرجولة.. وعربوناً للامتنان والمحبة.. قبل أن تتحكم في دماغ الصغير.. وتتوالي سلسلة الشر المعروفة للجميع.. وفي كل الأحوال.. يمسك الآباء والأمهات بالحل.. عن طريق اليقظة والمتابعة والاقتراب من الأبناء.. وتقوي جبهة المواجهة بانضمام المتطوعين إلي الصندوق ودعم أهدافه النبيلة.. حتي يقترب الوقت لتعلن مصر المحروسة خالية من الإدمان والتعاطي.