هناك مثل هولندى معناه بالعربية " المعرفة عبء ثـقيل " أى ان كثافة انتشارالمعلومات تسبب حالات من الارتباك " خاصة لدى المواطن العادى " ، على الرغم من ذلك نشرت مؤخراً وسائل الاعلام الهولندية تصريحات مُثيرة للجدل لخبير هولندى قال فيها : " ان لدغة النحلة أشد خطراً من الارهابيين " مُشيراً الى ان عدد الموتى سنوياً فى بلاده جراء لدغات النحل لا يُقارن بأعداد قتلى الحوادث الارهابية ، سواء الفردية نتيجة عمليات تصفيات حسابات بسبب مشاكل المخدرات أو المال " .
أدت هذه التصريحات التى زجت بموضوع الارهاب فى قضية تتعلق بحماية صحة المواطنين والبيئة الى غضب كثير من الشرائح الاجتماعية المُعتدلة ، التى ترى ان زيادة انتشار توصيفات الارهاب فى الصحافة ، وفى غير مواضعها أمر ضار ، حيث انه عادة مايروق لليمين المُتطرف السياسى فى هولندا الصاق تلك المُسميات بالمسلمين ، وانه يجب الحذر من استخدامها حيث ان عدد المسلمين يفوق المليون مواطن فى هولندا ، وان هولندا لم تشهد أحداثاً ارهابية ، لكن جاء رد الخبير الهولندى ان الشفافية تقتضى عدم حرمان الشعب من التنبيه لقضايا تتعلق بصحة الانسان وسُبل الوقاية من المخاطر .
وأضاف بقوله : " انه يحلو للبعض التقليل من المخاطر التى تواجه المُجتمعات ، على الرغم من وجودها ، حقيقة تتحسن الأمور بشكل عام بسبب زيادة الرعاية الصحة وأساليب العلاج الحديثة ، ولكن لا يُمكن اغفال حالات وفيات عنيفة ، مثل حوادث المرور على الطرق والقتل ، والاصابات بسبب الظواهر الطبيعية وكوارث الفيضانات والعواصف والزلازل الآخذة في الازدياد ، وكلها أقل بكثير من أعداد القتلى بسبب العمليات الإرهابية " .
ومن وجهة نظر الخبير الهولندى ان حالات العنف الانسانى تتراجع ، فى الوقت الذى ترتفع فيه حوادث الطبيعة ، ويدعم تصريحاته بقول " نحن خائفون من الإرهاب لأنه يبدو رهيبا جدا ويحدُث عشوائيا وفجائى " لكن هناك مخاطر أخرى تكون فى حالات كثير أشد فتكاً بالانسان من العمليات الارهابية .