الوفد
علاء عريبى
رؤى - عسكرى حراسة
المؤكد انك رأيته ومازلت تراه، شاب لا يتجاوز عمره العشرين سنة، نحيفا، متوسط الطول، يرتدى زى الشرطة، يحمل بندقية على كتفه أو يمسكها بيده، يقف أمام بنك، شركة، مؤسسة حكومية، ربما داخل كشك أو في الهواء الطلق، فى الغالب سلاحه بدون ذخيرة، يراوح فى مكانه طوال النهار أو الليل، خدمة لمدة 8 أو12 ساعة، غالبا من الأرياف أو الأقاليم، لا يجيد القراءة ولا الكتابة، مثله المئات بدون بندقية في الإشارات ينظمون المرور، بدون مياه شرب أو مظلة تحميه من الشمس أو المطر، وبدون جهاز اتصال يربطه بمعسكره أو قياداته.
إذا ملت عليه لتستفسر عن اسم شارع أو ميدان أو محل، ربما أشار لك يمينا أو يسارا أو نفى معرفته، قد يكون الشارع أو الميدان هو الذى يقف على إشارته، وربما يكون خلفه أو أمامه، لكنه للأسف لا يعرف أين يقف على وجه التحديد، بدون سيارة المعسكر من الصعب أن يعرف طريق العودة.
فى أغلب بلدان العالم يقف العسكري مسلحا بخريطة، وجهاز اتصال، وسلاح يدافع به عن نفسه فى الطوارئ، زيه نظيفا، ملما بأسماء شوارع الحي، يعرف جيدا المواصلات التي تربط الحي بالأحياء الأخرى، حتى فى البلدان العربية، إذا استفسرت من أحدهم على عنوان أرشدك بشكل مفصل، وإذا حدث طارئ فى الشارع اتصل من خلال جهازه بالطوارئ أو بالنجدة.
هذا المجند، الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة، ولا يعرف خريطة المكان الذي يقف فيه، والذي يحمل بندقية بالكاد يمكنه الضغط على زنادها، قد يمر عليه إرهابي ويقتله، أو مجرم يحاول اقتحام المنشأة التي يخفرها، ما المنتظر أن يفعله؟، بمن يستغيث وهو حتى بدون جهاز اتصال؟، للأسف ليس المجند فقط هو الذى نراه فى هذه الحالة، بل الرقيب وأمين الشرطة، معظمهم يقف فى الإشارات والحراسة بدون جهاز اتصال أو سديرى واقى من الرصاص.
وزارة الداخلية مطالبة بأن تعيد النظر فى هذا المشهد، هؤلاء أولادنا ومن الصعب أن نتركهم عرضة للموت أو السخرية، يجب أن تدفع الوزارة بأولادنا المتعلمين بعد ان يتلقوا دورة تدريبية على كيفية التصرف في حالات الطوارئ، وتزودهم بخريطة مفصلة للحى توضح أسماء الشوارع وأهم المباني، والميادين، ووسائل المواصلات التي تربط الحى بالأحياء الأخرى، وتزوده أيضا بجهاز اتصال، وبسلاح يجيد استخدامه ليدافع به عن نفسه وعن المنشأة التى يحرسها، هؤلاء أولادنا يجب أن نصونهم ونسلحهم، وان نضعهم فى صورة مشرفة لنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف