الأهرام
أنور عبد اللطيف
كلمة سر .. أبعدت طاهر وأنقذت الخطيب
هللنا لنشر خبر بصورة على غلاف الأهرام الرياضى عن عودة الخطيب للتدريب بعد اعتزاله بأربع سنوات، تمهيدا لانضمامه إلى المنتخب المستعد للسفر إلى إيطاليا فى نهائيات كأس العالم 1990، وابتهج الناس للخبر، وقالوا والله هذا اللاعب الخلوق المقاتل حامل الحذاء الذهبى الذى ترك مكانه للناشئ حسام حسن ابن العشرين ربيعا يستحق أن يتوج مشواره بكأس العالم ولو بالجلوس على الدكة، وكانت وجهة نظر إبراهيم حجازى الذى رمى الخبر وطرح الفكرة لتوزيع المجلة إن جلوس الخطيب على الدكة سيجعل حسام حسن يأكل النجيلة أمام هولندا وانجلترا وأيرلندا، وقد كان ..وأكل حسام النجيلة وأحرز ضربة الجزاء ـ بعد أن كان قد أكلها وأحرز هدف الوصول أمام الجزائر, وجنى مجدى عبد الغنى بأعصاب باردة الثمار بإحرازه الهدف الوحيد. وبعدها بسنتين أدليت بصوتى فى انتخابات الأهلى لأول مرة وسمعت لأول مرة مصطلح استدعاء (الدولة الأهلاوية العميقة) أثناء انتخابات نقل رئاسة الأهلى من الخلوق صالح الوحش إلى صالح سليم الأكثر استحواذا على القلوب الحمراء، وكانت القاعدة: إذا صلح الأهلى صلحت الكرة المصرية، وأما المرة الثانية التى سمعت فيها مصطلح الدولة العميقة فكان فى 30 يونيو لإنقاذ مصر كلها من كآبة الإخوان، والخميس الماضى كانت المرة الثالثة التى أرى أمامى دولة الأهلى العميقة أو حزب الكنبة الأهلاوية وقد هب عن آخره لإعادة الأهلى الى مساره ومنح الرئاسة للأكثر ذكاء فى المحافظة على مكانته فى قلوب الجماهير بعد 30 سنة قضاها خارج المستطيل الأخضر.

وأثناء بحثى عن أصداء فوز الخطيب برئاسة الأهلى وعودة الاعتبار لمدرسة حسن حمدى توقفت (مع شوبير) أمام خبرين، سربهما بين طيات برنامجه الناجح ، الأول، هو عودة الاعتبار أيضا للبطل المصرى محمد إيهاب فى بطولة العالم لرفع الأثقال بأمريكا وإحرازه ثلاث ذهبيات بعد حرمانه المشاركة فى الاوليمبياد الماضى فى ريو دى جانيرو فقد كان يمكن أن تكون هذه الميداليات أوليمبية لولا الإهمال وسوء رعايته من طبيبه ومدربه، وأما الخبر الثانى فهو الوجه الآخر: أن المستشار مرتضى منصور الذى أعيد انتخابه لرئاسة نادى الزمالك الأسبوع الماضى صرح بأن مجلسه سيستقيل إذا كسب العتال القضية ومكنه القضاء من منصبه المنتخب عليه من الجمعية العمومية كنائب للرئيس، فهل ينجح العتال فى قضية التمكين أم سيظل مصيره معلقا!

وأتابع أصداء فوز الخطيب ورسائل جمعية الأهلى العمومية إلى المصريين بمنح الخطيب شرف رئاسة النادى الأهلى متحدية زحف المال الرياضى الذى كاد يخطف نادى القرن إلى طريق الخصخصة المجهول، وجنبت ناديها طريق الفشخرة والاغترار بتعبير جمال الزملكاوى ـ 86 سنة ـ الذى قال: إن انتصار الخطيب ليس ملكا للأهلى فقط لكنه انتصار للقيم والعطاء ليبقى قرار التغيير وتداول الرئاسة بإرادة الجمعية وليس بارادة شخص، أما فرح الفلسطينية فقالت تعاطفا مع الخطيب إنه معشوق العرب وتشكر الجمعية العمومية الواعية التى لا تعبر عن 100 مليون مصرى فقط بل عبرت عن عشاق الأهلى من الخليج العربى إلى المحيط .

وأجدنى أضم صوتى إلى الناقد شوقى حامد أن دخول محمود طاهر الانتخابات فى مواجهة نجومية وشعبية الخطيب الطاغية كانت شجاعة ومغامرة ومقامرة، خاصة أن الخطيب كان يراهن على أن يكون مرشح العائلات المصرية بسلوكياته ومشروعه العلمى المدروس الذى طرحه للرد على حملة (أنه كان مجرد لاعب كرة)، وأرى أن تحويل النادى إلى (بيت العائلة) تأنس إليه وترتاح فيه وتحصل على التيسيرات والخدمات مهمة عاجلة لإحداث هذا التوازن، خاصة إذا علمنا أن 90 بالمائة من أعضاء الأهلى لا يهتمون بكرة القدم، فالمطلوب من محمود الخطيب أن يضيف إلى صورته كلاعب خلوق وموهوب صورة أخرى كحارس وأمين على القيم والمصالح الاجتماعية للأسرة الأهلاوية..

وحين لجأت (حملة محمود طاهر) إلى الاستقطاب وزجت بالعاملين فى الإدارة وقناة الأهلى فى صراع الانتخابات خدمت الخطيب من حيث لا تدرى وجعلته يدرك أن تجييش كل الأجهزة لخدمة الرئيس ليس ضمانة كافية للنجاح ولابد أن يحافظ على حب الناس بالتركيز على الوجه الاجتماعى لمشروعه ورؤيته مستفيدا من إنجازات محمود طاهر، ومواصلا النجاح الإدارى كامتداد لإدارة حسن حمدى فى الإنشاءات والبطولات وحقوق الرعاية، وعندما منعت قناة الأهلى بث مباريات الخطيب وصوره بعد ترشحه للانتخابات حتى لا تزيد رصيده الجماهيرى وتمنع صوت رجل أهلاوى بسيط ــ اسمه حربى ــ من القول (فاتك نص عمرك ياللى ماشفتش بيبو أو شفت دمعة فى وشه أو فرحة جون يجيبه).. وهذا الحب هو كلمة السر التى حسمت الانتخابات.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف