هانى عمارة
المشهد الآن لا هذا نبى و لا ذاك رسول
بينما الدنيا تحترق من حولنا والاضطرابات والقتل والتدمير والدماء تحاصرنا من كل مكان، تنفجر فى وجوهنا وداخل عقولنا أمور تافهة وتصرفات اقل ما توصف به هو العبث والجنون والتفكير خارج الزمن، حتى لو ادعى أصحابها أوهام التنوير والحداثة.
خذ عندك على سبيل المثال الكاتبة التى هاجمت الشعراوى والتى يفرد لها الإعلام مساحة كبيرة من المشاركة والحضور لبث الاّراء والأفكار التى تأخذنا الى طريق الفتنة المجانية.
إننى لا أفهم مبررا ولا أجد سببا واحدا لإعادة الحديث و(التقليب) فى ملفات قديمة سبق وان قتلها السابقون بحثا فيما يتعلق بالاراء الفقهية للشيخ محمد متولى الشعراوى فى تفسير القرآن، والادعاء بأن بعضا منها يدعو الى التطرّف. وانا لست فقيها او عالما حتى أنزلق الى هاوية تلك الكاتبة فى تقييم شخصية كبيرة مثل الشعراوى الذى اجتهد فى وقته وعصره وكان ومازال له اتباع بالملايين، ولا أريد ايضا الخوض فيما قالته عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى وضعته فى مرتبة القداسة.
لا أريد الانجرار الى هذا او ذاك، فلا الشعراوى رسول ولا عبدالناصر نبي، الاثنان بشر، أخطأوا وأصابوا وأصبحوا فى ذمة التاريخ، علينا ان نعيش الحاضر وننظر الى المستقبل حتى لا نغرق فى تفاصيل الماضى الذى لا نجنى منه سوى اهدار الجهد وضياع الوقت الذى يمثل الثروة الحقيقية للمجتمعات الحية والناهضة.