الجمهورية
علاء معتمد
أدعوا لإسماعيل بالشفاء.. ولشفيق بالهداية
ادعو من كل قلبي أن يشفي الله المهندس شريف اسماعيل وأن يعود الي بلده ومكتبه سالما معافا. فهذا الرجل مهما اختلفت مع سياساته أو قراراته. لا تملك الا أن تحترمه وتقدره. وسيسجل له التاريخ شجاعته وجرأته. وأنه كان رئيس أول حكومة تأخذ علي عاتقها تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي. وما تضمنه هذا البرنامج من ضرورة اتخاذ قرارات صعبة مثل ترشيد الدعم ورفع اسعار البنزين والسولار وتطبيق ضريبة القيمة المضافة واصدار قانون الخدمة المدنية وغيرها من القرارات التي ادت الي ارتفاع الاسعار في الاسواق لكن المواطن تقبلها بصدر رحب وتقبل دعوة الرئيس السيسي بالصبر حتي تمر المرحلة الصعبة ويخرج الاقتصاد من عنق الزجاجة.
لقد تحمل المهندس شريف اسماعيل - شفاه الله وعفاه - نقدا لا مثيل له وهجوما من الصحافة والاعلام منذ اليوم الاول لتوليه المسئولية. لكنه استطاع مع الوقت أن يكتسب احترام معارضيه قبل مؤيديه. لأنه كان علي قناعة تامة بما يرسمه من سياسات وما يتخذه من قرارات. وتحلي بالجرأة والصبر والاصرار والايمان بان هذا البلد يمتلك الخير. وأن الاقتصاد المصري يمتلك الامكانيات التي تؤهله للنهوض من كبوته والانطلاق للامام بشرط ان تتوافر الارادة اللازمة لاصلاح أخطاء الماضي التي تراكمت علي مدار 60 عاما وكادت تودي به الي الافلاس .
وفي الوقت الذي كان يرقد فيه المهندس شريف اسماعيل في غرفة العناية المركزة بعد أن أنهكه المرض نتيجة ساعات العمل الشاق والمتواصل علي مدار اليوم. كان الفريق أحمد شفيق يخرج من حمام السباحة الساخن بمحل اقامته بدولة الامارات ليرتدي ملابسه الرياضية. قبل أن يهم باعداد خطابه الذي سيلقيه في قناة الجزيرة ويفاجئ الجميع باعلانه عن نيته الترشح علي منصب الرئاسة في مصر خلال الانتخابات الرئاسية القادمة !!.. وفرق هائل بين الرجلين. الاول اكتسب احترام الجميع. والأخر سقط من نظر الكافة .
ويخطئ من يظن أن اعلان الفريق شفيق عن ترشحه قد أربك حسابات مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي. لأن المقارنة بين الرجلين غير واردة ولايمكن أن تستقيم. فالرئيس السيسي مثال جيد للمقاتل الشجاع الذي حمل روحه علي كفه وتصدي للمخاطر وواجه كل الصعاب وخاض معركة بلده ضد الارهاب وقاد معركة التنمية والاصلاح والبناء. فنجح وحقق انجازات تاريخية تمثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث. أما احمد شفيق فهو مثال للجندي الذي يستغل اقرب فرصة للهرب من الميدان. فهو منذ أن فشل في انتخابات 2012. آثر السلامة واختار الراحة والنعيم والعيش في ضيافة أهل الامارات المشهورين بالكرم وحسن الضيافة وخرج من مصر ليعيش منعما بعيدا عن مشاكل مصر والمصريين. ولما شعر بالملل من فرط الراحة قرر ان يعود مرة اخري ليخوض الانتخابات من جديد متوهما أن المصريين غير قادرين علي فرز الغث من السمين .
ان الفريق احمد شفيق قد كتب شهادة فشله وخسارته قبل أن يتقدم رسميا للترشح. ليس فقط لأنه غادر البلاد وقفز من السفينة في وقت تحتاج فيه لكل يد تمسك بالمجداف حتي تنجو من الامواج العاتية. لكنه ايضا اختار ان يعلن ترشحه للرئاسة من علي منبر قناة الجزيرة. وان يختار قنوات الاخوان للترويج لحملته. وهي الخطوة التي صدمت مؤيديه قبل معارضيه وعجز عن فهمها جهابذة التحليل السياسي. وافقدته ماتبقي له من رصيد. هذا ان كان بالفعل له رصيد حقيقي لدي أحد من المصريين .
كل دعواتي للمهندس شريف اسماعيل بالشفاء العاجل والعودة سالما لمكتبه. وللفريق شفيق بالهداية والعودة لطريق الصواب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف