زياد السحار
مصر.. بعيداً عن العبث السياسي
من حق البعض أن يشعر بالقلق أو تساوره المخاوف إزاء محاولات إعادة عقارب الساعة إلي الوراء.. والارتداد بأحوال البلاد والعباد إلي ما قبل وبعد ثورة يناير.
فلم يلبث الناس أن يتنفسوا الصعداء بعد سنوات طوال من الصعاب والتحديات حتي عادت إليهم الدولة.. بفضل الله وإرادة الشعب والجيش باختيار قائد شجاع التف الناس حوله واستطاع أن يعبر بهم ومعهم إلي بر الأمان والاستقرار حيث الحياة اليومية الآمنة المستقرة رغم المشكلات الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار وتحديات الإرهاب الجبان الذي يطل من وقت لآخر محاولاً أن يعرقل مسيرة الوطن لإنجاح المؤامرة الدولية والإقليمية للنيل من الكعكة الكبري مصر التي استعصت عليهم في خضم ثورات الربيع العربي الزائفة وقد نالت من دول وفرقت شعوباً وشردتهم وتحتاج عشرات السنين لكي تلملم جراحها وتستعيد أوطانها.
ومن أسف أن يأتي إعلان ترشح أحد شخوص ثورة يناير بطريقة درامية إثارية شدت إليها أوتار الآلة الإعلامية الجهنمية لكي تبدأ العزف علي كلمات وألحان قديمة تداعب بها هواة استحضار الماضي متلاعبة بمشاعر رجل استهلكه الزمن وتجاعيد السنين حيث لم يكن موفقاً إذ ارتضي أن تتخذ منه القوي المعادية والمتآمرة أداة لضرب بلاده والاصطفاف الوطني في توقيت حرج وبعد ساعات قلائل من أكبر مذبحة إنسانية زلزلت العالم من شدة وحشيتها ضد الآمنين من الرجال شيوخ القرية وشبابها وأطفالها الساجدين في بيت من بيوت الله.
كنت أتصور مثل هذا الرجل في هذا البلد العربي الشقيق المضياف لاعباً لدور آخر أكثر شرفاً وشهامة بالمساهمة من ماله الوفير أو حتي بمساهمات من أصدقائه الكرام الذين استضافوه في قصر فخيم لعله يشارك في إعادة بناء تلك القرية السيناوية يمسح الدمع عن الثكالي والأرامل من ضحايا مذبحة بئر العبد الغادرة.
هكذا أتصور دور الساسة والقادة السابقين الذين أدوا أدواراً سابقة مقدرة سواء في الحرب أو السلام.. وآن الأوان أن يستريحوا استراحة محارب مازال لديه من الطاقة والجهد لكي يقدم أدواراً إنسانية فاعلة تنشر الخير والأمل للأجيال القادمة.
ولكن الغريب أن يسمح مثل هؤلاء الرجال لأنفسهم أن يكونوا أدوات لضرب الوطن من جماعة تتحين الفرص لكي تثير القلاقل في الوطن وتستعد للانقضاض علي وطن وشعب وجيش بذل أعظم الجهد وقدم الشهداء والضحايا لكي يبقي الوطن.
ليس خافياً علي الإطلاق أبعاد المؤامرة.. ولولا حرص ونزاهة وشفافية وشجاعة الدولة علي احترام الدستور والقانون. ما كان لبلدنا أن تسمح بأن تكون العملية الديمقراطية أداة للعبث السياسي وفتح الأبواب علي مصاريعها لكي يدخل المتربصون والحاقدون من أهل الشر لكي يفتتوا وحدة الشعب بعدما اصطف علي قلب رجل واحد عرف معه الشعب طريقه.. لكي يتصدوا معاً للإرهاب الجبان وفي نفس الوقت لكي تمضي عملية البناء والإصلاح الاقتصادي والإعمار من أجل المستقبل.
وفي نفس الوقت فإن مصر ليست ضد أحد.. لازالت كما أعلن الرئيس في لقائه مع قيادات الطوائف الإنجيلية من دول العالم أن مصر حريصة علي إعلاء مبدأ المواطنة وترسيخ التعددية وقبول الآخر.
ولكن هذا لا يعني أن نستنسخ الماضي ونعيد عقارب الساعة إلي الوراء لكي تسترد الفوضي وعيها وتعود أيام المظاهرات والوقفات والاحتجاجات والانفلات إلي عهدها.
باختصار.. مصر في مرحلة تحديات وبناء وإصلاح.. ولا أظن أن الشعب بعد طول تجاربه المريرة يمكن أن يسمح مرة أخري بمثل هذا العبث السياسي حتي ولو بغطاء الديمقراطية الزائفة..!
***
انتخابات النوادي
ومراكز الشباب
حسناً ذلك الانتماء والالتفاف الجماهيري من أعضاء النوادي.. الصفوة وغير الصفوة.. حول أنديتهم يريدون مزيداً من الخدمات والتطوير للملاعب وحمامات السباحة والمطاعم والصالونات لراحة الأعضاء.
بهذا الفكر الحضاري والاجتماعي الذي ينشد الحياة الكريمة وأوقات الفراغ الهانئة لأعضائه بممارسات رياضية نافعة.. أتمني أن يقدموا مبادرات اجتماعية مهمة لاستقرار وتطور بلدنا من خلال تقديم العون ومساعدة الدولة في تطوير مراكز الشباب في المناطق الشعبية والمراكز والقري لاستيعاب الصبية والشباب لأهلنا غير القادرين علي دفع عشرات ومئات الألوف لكي يكونوا أعضاء مرموقين بالنوادي الرياضية والاجتماعية الشهيرة.
فهل يمكن أن تقوم مثل هذه النوادي الثرية والكبري باحتضان الشباب بالتوأمة مع المراكز الشبابية والساحات الشعبية حتي ولو بتقديم الأدوات الرياضية أو حدائق الأطفال أو الصالونات التي دائماً ما يتم تجديدها ويمكن أن تستخدم مرة أخري بدلاً من تكهينها أو بيعها في المزادات.
ما أحوج مجتمعنا للتكافل والتأزر لكي ننهض جميعاً بعيداً عن الأنانية والمصالح الضيقة لنغلق أبواب التفاوت الطبقي والتطرف ونحفظ أمن واستقرار بلدنا.