المساء
سامى عبد الفتاح
كلمه حره .. نصيحة قاض حكيم .. حتي لا نخسر شبابنا مع الألتراس
أخيراً وبعد أكثر من ثلاث سنوات. أغلق ملف مذبحة ستاد بورسعيد. بأحكام نهائية. شملت الإعدام لأحد عشر مجرماً. وأحكاماً أخري متنوعة الدرجة والشدة والبراءة لعدد كبير ولينال كل مجرم جزاء ما اقترفت يداه من إثم. بعد ان أسقط المجرمون 72 ضحية في ملعب كرة قدم فكانت مذبحة بمعني الكلمة وليس مجرد كارثة تدخلت فيها الأقدارر.. مذبحة. كانت لها فصول دامية أخري فسقط 18 بريئاً في مدينة بورسعيد برصاص غادر عقب صدور الحكم الأول ضد المتهمين مما استدعي نقل المحاكمة إلي الإسماعيلية ثم إلي أكاديمية الشرطة بالقاهرة.
** وأترحم هنا علي أرواح كل الذين سقطوا ضحايا للغدر. وما يسمي بالألتراس. الذي ابتليت به بلدنا تحت عشق كرة القدم وأنقل هنا تحذير وتنبيه القاضي المحترم المستشار محمد السعيد رئيس محكمة جنايات بورسعيد الذي أصدر الأحكام الأخيرة والنهائية.. ونبه المستشار الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة من هذه الظاهرة "الألتراس" التي اغتصبت شبابنا الذي سقط في مستنقع من المفاهيم المغلوطة حتي بلغ بهم عشق ناديهم يتمنون معه الموت في سبيل "التي شيرت" الذي يعشقه.. فما جنينا من هذه الظاهرة سوي الموت والدماء. والكارثة تلو الكارثة.. فقد سقط في ستاد بورسعيد 72 ضحية من مشجعي الأهلي وهم من الألتراس.. وسقط من بعدهم 18 ضحية أغلبهم لا علاقة لهم بكرة القدم بعد غضبة المجرمين علي الأحكام الأولي فأطاحوا بالأبرياء في شوارع المدينة الحرة.. وحرق اتحاد الكرة وقطع الطرق.. وبعناد الألتراس سقط 22 ضحية أمام بوابات الدفاع الجوي في مباراة الزمالك وإنبي.. وومن الألتراس خرج علينا ألتراس نهضاوي وربعاووي والبلاك بلوك وغيرهم من التشكيلات الإرهابية التي تبيع نفسها لمن يدفع.. فاختطلت الرياضة بالتجارة والممارسة الإجرامية والبلطجة.. لذلك لم يكن حكم القضاء باعتبار جماعات الألتراس بمثابة جماعات إرهابية حكماً جائراً وإنما حكم أصاب الحقيقة لأن الظاهرة تحولت من موضة جديدة في التشجيع الرياضي. تحدث في العالم كله إلي جريمة كبري في حق المجتمع وأمن المواطن والوطن.. وأنبه مرة أخري إلي تنبيه رئيس المحكمة لوزارة الشباب والرياضة بضرورة الاهتمام بالشباب المضلل والمغرر به لمعالجتهم وتصحيح مفاهيمهم وسلوكياتهم لان عشقهم لناديهم لا يعني ان تستبيح دماء الآخرين ولا ان تخرج عن القانون والنظام. ولا ان تعتبر رجل الشرطة عدوك الأول. ولا تستحوذ علي حب ناديك باعتباره حقاً حصرياً لك ولجماعتك.. دعوة مهمة من قاض حكيم تستحق الاهتمام من الدولة وسبق ان ناديت بها مراراً وتكراراً لأن أغلب هذا الشباب غير مدرك للفخ المنصوب له بعد ان لعبت الشياطين والأبالسة برءوسهم التي افترض فيها البراءة وقلة الخبرة مع الحماسة الزائدة.. ويتصور كل واحد من شباب الألتراس نفسه وقد أصبح ضحية تحقيقاً لسعيه إلي الموت في سبيل حبه لـ "التي شيرت" هل سيكون أهله سعداء إذا مات أو سجن.. وليتصور أيضاً ان صديقه الذي إلي جواره وبنفس أفكاره سقط ضحية. هل سيفرح له.. أنهم ـ بحق ـ علي ضلالة. وواجب علينا ان ننقذهم من ضلالتهم. ونأخذ بأيديهم إلي الطريق المستقيم .. وهذا دور مهم أيضاً لأسر هؤلاء الشباب. الذين أهملوهم ثم بكوا عليهم. بدل الدموع دماً.. ولنقض معاً علي هذه الظاهرة تماماً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف