الدستور
د.أنور عشقى
ملامح السلام فى اليمن


تحالف الحوثى بالأمس مع الرئيس السابق على عبدالله صالح، على السيطرة على اليمن، وتم الاتفاق بتأييد من قطر ومباركة الولايات المتحدة، فقد حدد الرئيس الأمريكى السابق أوباما سياسة أمريكا فى الشرق الأوسط، فى كلمته التى ألقاها فى تخرج دفعة من كلية ويست بوينت فى عشرة بنود، قال فى البند الرابع منها إن الولايات المتحدة تدعم الحوثيين للقضاء على الإرهاب فى اليمن.
كان الإرهابيون فى اليمن قد سيطروا على عدة مدن من أهمها المكلا، واتفقت الإدارة الأمريكية على أن يتولى الحوثيون ضربهم، لكن الحوثيين كانوا يرغبون فى السيطرة على اليمن، واتفقوا أن يكون الرئيس على عبدالله صالح رئيسًا لليمن وعبدالملك الحوثى هو المرشد العام وأن يكون انتماؤهم إلى إيران.
أخبرت بعض الدول الخليجية الولايات المتحدة، أن هدف الحوثى هو السيطرة على اليمن، وبعث الإمامة من جديد، مستلهمًا النظام فى إيران، لكنها لم تجد من الرئيس أوباما أذنًا صاغية، وعندما سيطر الحوثيون على صنعاء لم يبادروا إلى ضرب الإرهاب فطلبت منهم الولايات المتحدة الانسحاب من صنعاء، لكنهم رفضوا، عندها انطلقت عاصفة الحزم بعدما وصلوا إلى مشارف عدن.
أوقفت عاصفة الحزم تقدم المتمردين، واستقبلت الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادى الذى وصل إلى الرياض، ولم يكن معه جندى واحد، ولم تبق له بوصة واحدة فى اليمن ليرفع عليها علم الشرعية، لكن قوات التحالف دربت جنودًا من اليمن وأطلقتهم لتحرير بلادهم.
بدأ التقدم للشرعية حتى تمكنت من تطهير ٨٥٪ من الأراضى اليمنية، ولم تشأ دول التحالف أن تدخل صنعاء ولا الحديدة لدواعٍ إنسانية، بل كانت تساند تقدم الشرعية بالقصف الجوى وإمدادها بالأسلحة والعتاد.
لقد طال أمد الحرب، فحقق التحالف مكاسب عظيمة، إذ تحرر الجنوب العربى من قوات التمرد وقصم ظهر القاعدة، وأخرجت من المدن الجنوبية، وقفزت المملكة العربية السعودية فى مكانتها فى الشرق الأوسط من الدرجة الرابعة إلى المقدمة، واكتسبت قوات التحالف خبرة قتالية، وتعززت الوحدة الوطنية فى المملكة، وتحولت إيران من الهجوم الذى تشدقت به إلى الدفاع ثم إلى التراجع.
تسربت شائعات من الاستخبارات الفرنسية منذ شهرين، كما ساهمت وسائل التواصل فى إشاعة بعض الترتيبات لليمن ودور لأحمد على عبدالله صالح، كل ذلك جعل الحوثى يعتقد أن هناك اتصالًا بين التحالف وعلى عبدالله صالح، فقرر أن يسيطر على الأوضاع ويضع الرئيس السابق تحت الإقامة الجبرية، كما أن المقاطعة الرباعية لقطر خفضت من وصول الإمدادات إلى الحوثيين، فتسبب ذلك فى انفصام زواج المتعة الذى تم بين على عبدالله صالح والحوثى.
لقد كنت أعلم أن على عبدالله صالح لن يسلم فكره وخبرته كليًا للحوثيين، فتبين أنها لا تزيد على علاقة مع القوات اليمنية مثل الحرس الجمهورى، ولديه أسلحة قد احتفظ بها لهذا اليوم، وبعد أن أظهر الضعف أمام الحوثيين كما تفعل الثعالب، وهو الذى يراهن على القبائل، وبشكل خاص خولان وحاشد وسنحان، فجر الأوضاع يوم الجمعة، فأربك إيران وأفزع الحوثى.
خرج فى صنعاء على الحوثيين بقوته وسيطر على وزارتى الدفاع، والإعلام، ومطار صنعاء، والمعسكرات، وباقى الوزارات فانسحب الحوثيون إلى عمران يجرون أذيال الخيبة، وتبين أن على عبدالله صالح يسير فى الطريق للقضاء على الحوثيين.
ولم تُجد محاولات قطر فى الوساطة بين على عبدالله صالح والحوثى، فقد رفض الرئيس السابق الوساطة كما لم يقبل نداءات عبدالملك الحوثى الذى كان منذ أيام يتكلم بعجرفة يحاكى بها حسن نصرالله، لقد استطاع على عبدالله صالح أن يقلب الموازين خلال يوم واحد وأصبحت نهاية الحوثيين قريبة، خصوصًا إذا وقع صالح الاتفاق مع التحالف ونفذ القرارات الدولية خاصة القرار ٢٢١٦.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف