الكورة والملاعب
سمير الجمل
وش إجرام!
أقر وأعترف بأنني في يوم ما كنت أحد أفراد عصابة تخصصت فقط في جرائم القتل.. أرتدي الجلباب وأحمل البندقية الخشب.. وقد قام المكياج بعمل أكثر من "بشلة" وضربة سكين في وجهي..
حدث ذلك بالفعل علي مسرح مدرسة القاهرة الثانوية الميكانيكية بسراي القبة.. عندما انضممت إلي فريق التمثيل.. وكل ما كنت أقوله كلمة واحدة فقط "أي كومبارس متكلم".. نذهب إلي دوار العمدة نحن أفراد العصابة ونتلقي التعليمات ونشرب الشاي ونخرج..
مسرح المدرسة كان مجهزاً ويصلح لعروض الفرق المحترفة ويشرف عليه أمين المكتبة الأستاذ سيد عثمان.. أتذكر اسمه جيداً رغم مرور أكثر من 40 عاماً علي هذا الحدث.
كان زميلي رشدي أو أبو طويلة أحد أفراد العصابة وفي كل مرة يصر علي أن يشرب الشاي حتي آخر رشفة حتي بعد انتهاء المشهد.. وكان يضحك بمجرد أن يكلمه أحد الزملاء من الصالة.. وتتحول العصابة إلي مسخرة.. ولهذا السبب لم يتحمس الأستاذ سيد لنا وان نكرر التجربة مرة أخري.. أو ينقلنا من خانة الكومبارس إلي التمثيل وقد عرفني الأستاذ من ترددي علي المكتبة واستعارتي لكتب علم النفس والروايات الأدبية.. ورغم ان المكتبة فيها الكثير لم يكن يقترب منها إلا قلة تكاد تعد علي أصابع اليد.. فالغالبية العظمي بينها وبين الكتب سوء فهم وحالة عداوة مطلقة وكراهية بلا حدود..
لقد دخلت هذه المدرسة مكرهاً رغم أنفي بسبب نصف درجة غيرت مساري تماماً.. ولم يكن أمامي إلا التفوق لدخول كلية الهندسة.. وأعترف أنني أيضا تفوقت رغم أنفي.. بالخبرة عندما رسبت أكثر من مرة... ولك أن تتصور الولد الذي لا يطيق الرياضيات يدخل الهندسة ويجد نفسه في عاصفة من المعادلات والأرقام.. لكن الاختيار الوحيد أن أتخرج وأنجو بشهادتي الجامعية.. من مأزق دبلوم الصنايع وفعلتها.. وعوضتني الأقدار عن حرماني مما أحب.. بأن أحب ما أنا فيه مرغماً.
وحتي علاقتي بالهندسة بدأت صحفية من خلال عملي بجريدة المهندس الشاب وكانت تصدر أيام ان تولي المهندس عثمان أحمد عثمان نقابة المهندسين.. كنت سكرتيراً للتحرير بمكافأة خمسة جنيهات أصرفها بشيك من بنك مصر.. وكان المسئول عن الرياضة المرحوم إسماعيل البقري الناقد الرياضي الكبير بخمسة جنيهات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف