الأهرام
هانى عسل
إعلام مشبوه .. وتقارير مريبة
تابع الإعلام الأجنبى جيدا تعرف ماذا يدبر لمصر!

تفاصيل مخطط تقسيم المنطقة وإسقاط مصر تستقرئها بسهولة من خلال سلسلة مقالات وبرامج تليفزيونية فى مؤسسات إعلامية عالمية.

«خطة عمل» التنظيمات الإرهابية على الأرض تستشفها بوضوح، وبلا عناء، من خلال ما تنشره صحف ومجلات أجنبية قبل وبعد العمليات الإرهابية، بما يوفر الغطاء الإعلامى والمعنوى اللازم لهذه التنظيمات.

هذا واضح من «التهريج» الذى نقرؤه يوميا من خلال تقارير صحف ومجلات ومواقع عالمية عن الشأن المصرى منذ سنوات، بداية بتقرير ثروة مبارك التى تعدت 70 مليار دولار، وحتى لحظة كتابة هذه السطور!

تشويه السمعة، إضعاف الاقتصاد، ضرب السياحة، شيطنة الدولة، كل هذه «العناوين» تبدأ من الإعلام الأجنبي، قبل أن نراها أمرا واقعا أمامنا.

كليشيهات «القمع» و«التهميش» و«الأقليات» و«التهجير» و«الاختفاء القسري» والـ «60 ألف معتقل فى السجون» كلها ظهرت فى مقالات قبل أن تصبح أدوات «تركيع» لمصر.

يعنى مثلا، ما معنى أن يتحدث الرئيس عن «القوة الغاشمة» ردا على جريمة «الروضة» فتفاجأ فى اليوم التالى مباشرة بخمسة مقالات دفعة واحدة فى صحف أمريكية وبريطانية كبرى تحذر من خطورة أن يكون رد مصر على الإرهابيين قاسيا، ومن أن يتعرض «المدنيون» فى شمال سيناء لانتهاكات؟!

ما معنى أن تنشر وسائل إعلام عالمية تصريحا غريبا لوزيرة إسرائيلية بعد ساعات من حادث «الروضة» تقول فيه إن الدولة الفلسطينية مكانها «شمال سيناء»؟!

ما معنى أن تنشر شبكة إعلامية ذات سمعة عالمية تقريرا عن استهداف «الصوفية» بعد ساعات قليلة من تفجير «الروضة» الذى راح ضحيته 305 شهداء لا علاقة لهم بالصوفية ومن بينهم أطفال؟!

ما معنى أن تنشر صحف عالمية مقالات شبه يومية بعد الحادث نفسه كلها تسير فى اتجاه واحد، وهو أن الحادث أثبت فشل الدولة المصرية فى محاربة الإرهاب وحماية مواطنى سيناء، رغم أن الحادث أصلا وقع انتقاما من أهل قرية بسبب تعاونهم مع القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهابيين؟!

ما معنى أن تنشر وكالة أجنبية شهيرة تقريرا «مريبا» قبل تفجير «الروضة» بأيام يتحدث عن حرب مرتقبة بين «القاعدة» و«داعش» على أرض سيناء، بحجة أن بينهم «خلافات»؟!

ما معنى أن تروج صحيفة شهيرة لفكرة أن «المعارضة» فى مصر لا تخطط للفوز فى انتخابات الرئاسة المقبلة لأنها تعرف أن فرصها ضعيفة فى حالة ترشح السيسي، ولكنها تخوض الانتخابات فقط لـ«كشف ممارسات النظام»؟! .. يعنى «جر شكل وخلاص»!

ما معنى أن تعيد شبكة إعلامية ذات سمعة عالية بث مقابلة مع أحد المرشحين المحتملين للرئاسة، أو «المحتمين» بانتخابات الرئاسة، خمس مرات متتالية، وكأنها مقابلة مع نيلسون مانديلا؟!

ما معنى أن تروج وكالات أنباء اشتهرت بالدقة والمصداقية على مدى أيام لفكرة أن «شفيق» مختطف على طريقة الحريري، وهو الذى تم استقباله فى صالة كبار الزوار بمطار القاهرة؟!

ما معنى أن تنشر شبكة أوروبية رصينة تقريرا عن الرئيس أقل ما يقال عنه إنه «سقطة مهنية وأخلاقية» تستوجب الاعتذار؟!

ما معنى التقارير المتكررة عن التعاون مع كوريا الشمالية «الآن»؟

وللأسف الشديد، ثلث ما ينشر فى الإعلام الأجنبى تقريبا يكتبه مصريون «أرزقية» والثلث الثانى يكتبه أجانب نقلا عن مصادر مصرية غير نزيهة، مثل ذلك المدعو «م. ص.» الذى نقلت عنه صحيفة شهيرة قوله إن شمال سيناء خارج السيطرة، وتم تقديمه على أنه «إعلامي» دون توضيح من هو وأين يعمل، وأيضا مثل ذلك المدون المجهول الذى تحدث بعد عملية «الروضة» مباشرة عن قصف وتدمير بيوت المدنيين فى شمال سيناء!

أما الثلث الأخير فمصدره أى «هلس» و«استظراف» وشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى أو مواقع «بير السلم» أو بعض الصحف الخاصة، أو تلك التى تصدر بلسان إرهابيين فى الخارج، مثلما حدث فى قضية «ريجيني» ومثلما قرأناه مؤخرا من مقالات تزعم أن تهمة أحد الناشطين المحكوم عليهم هى مجرد «التظاهر السلمي»!

ولا يقف التهريج عند هذا الحد، بل وصل إلى درجة الإعلان صراحة أن تهمة المطربة شيرين هى «الإدلاء بآراء سياسية» وتهمة المطربة «شيما» هى «حرية التعبير» !! .. والله العظيم هذا الكلام مكتوب فى صحف عالمية!!

.. أخيرا : حديثنا حتى الآن بدون أسماء، ولكن، إذا استمر الحال على ما هو عليه، سيصبح الكلام مستقبلا باسم كل صحيفة أو موقع، وعلنا، وبالأدلة، لتكون الفضائح الإعلامية «بجلاجل»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف