لا أري إهداء الرئيس عبد الفتاح السيسي أول تليفون محمول يحمل علامة "صنع في مصر" علي هامش إفتتاحه مؤتمر " القاهرة الدولي للإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ٢٠١٧" بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة من إنتاج المدينة التكنولوجية بأسيوط الجديدة حدثًا عاديا ، بل يؤسس لتحول مصر إلي الدولة المبدعة وعصر المجتمع الرقمي المتكامل عبر توطين التكنولوجيا بمختلف المحافظات ، ودخولها عصر التصنيع الإلكتروني لأحدث الأجهزة بشراكات عالمية .
لذلك يجب تسليط الضوء من كافة وسائل الإعلام علي أهمية إنتاج التليفون المحمول " سيكو " كأول سنابل الأمل من المدينة التكنولوجية في أسيوط الجديدة تتنج أول هاتف ذكي بمكون محلي ٥٨٪ ، وسعره تنافسي يتراوح بين ٢٠٠ إلي ٤٠٠٠ آلاف جنيه ، ويظهر منه ٨ موديلات مدعمة بشبكات الجيل الرابع وبنظام تشغيل أندرويد الأكثر استخداماً بالعالم بكافة تطبيقاته ، كما ينتظر أن ينتج خط التصنيع الياباني الأحدث بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ١.٨ مليون جهاز في العام الأول و٢.٢ مليون موبايل العام الثاني، مما يعد ذلك المصنع أولي الخطوات نحو تطوير الإنتاج المحلي للأجهزة الإلكترونية ، والتوجه نحو تصدير منتج ذي علامة تجارية مصرية لأسواق السعودية وعمان والكويت والإمارات وأفريقيا، ويمكن مصر من التواجد في أسواق إنتاج وتصدير المنتجات الإلكترونية المختلفة ، كما تسجل كبداية حقيقية لدخول مصر عصر التصنيع الإلكتروني .

ويؤكد دعم رأس الدولة لقطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية خاصة بصفته أهم القطاعات الواعدة للاقتصاد المصري عبر توطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وذلك يتجلي من إفتتاح مناطق تكنولوجية في بني سويف والسادات لتنضم إلي منطقتي أسيوط وبرج العرب بهدف تحقيق نقلة نوعية في المجتمع وإيجاد بيئة مشجعة لبناء قدرات الشباب والنهوض بمجال صناعة وتصميم الإلكترونيات ، وتوفير برامج تدريبية لرفع كفاءة الخريجين للعمل في الشركات العالمية ، وتوفير البنية التحتية المتطورة الحديثة التي تشجع هذه الشركات علي العمل في تلك المحافظات ، ولذلك جاء طلب الرئيس بضرورة نشر المناطق التكنولوجية في مختلف ربوع مصر بسرعة كبيرة لتحقيق التنمية الشاملة ، كل ذلك يثبت أن هذه المناطق ليس تكنولوجية فقط بل منارات حضارية وثقافية، وتعزز مجالات الإبداع وريادة الأعمال المحفزة للشباب.

إن تحول مصر نحو المجتمع الرقمي المتكامل رغم ما تواجه من تحديات الإرهاب والفكر المتطرف يؤكد أنها تمضي علي الطريق الصحيح وقادرون علي بناء مستقبل مشرق بأقصي سرعة بيد تحارب ويد تبني مما يظهر عظمة المحروسة وريادتها الحضارية وقوتها التي تمثل قوة للعرب جميعأ ، فضلاً عن تبني الدولة للأفكار الخلاقة في عقول شبابنا بتهيئة البيئة يوضح إيمانها المطلق بأنهم الاستثمار الأمثل والوصول لهم هدفه ليبدعوا ، ودلائل ذلك إتفاق الحكومة مع الأمم المتحدة لإطلاق مركز إقليمي لرعاية الإبداع التكنولوجي في مصر الذي يعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط علي أن تركز مرحلته الأولي توفير حلول إبداعية للتحديات في قطاعات التعليم والصحة والصناعة والزراعة ، لذلك نحن قادرون عن طريق الحلول التكنولوجية بصناعة مستقبل مصر الحديثة المبدعة....فعوائد فكرة أو إبتكار تجني مليارات الدولارات ، بدلاً من التفنن بزيادة الضرائب وإستجداء مساعدات الغرب.