غلالة من الحزن الكئيب تجثم علي صدر المصريين والعرب والأمة الإسلامية بل العالم أجمع منذ توالي أخبار الجمعة الحزينة التي أودت بحياة ثلاثمائة وخمسة من أعز وأغلي أبناء مصر وفي ظل أشرف وأنقي لحظات العمر وهم بين يدي الله يستمعون إلي أذان الجمعة مهيئين لأتمام الصلاة.. كلهم رضا وإيمان إلا أن رصاصات الغدر الخسيسة كانت لهم بالمرصاد في تلك اللحظات التي لا يختارها إلا شيطان رجيم.. حوصروا من كل ناحية وسقط القتلي والجرحي مضرجين في دمائهم الطاهرة.
من هؤلاء القتلة؟.. كيف يفكرون؟.. انهم بالقطع ليسوا من جلدتنا بل إنهم شياطين الإنس حقاً.. لقد دبروا بليل لارتكاب أنكي وأضل جريمة في تاريخ الإسلام إذا افترضنا أنهم ينتمون ظلماً للإسلام وهم بالقطع ليسوا مسلمين.. لقد قدم هؤلاء الأوغاد ما لم يستطع أن يقدمه أعداء الإسلام طوال أربعة عشر قرناً. خسئوا هؤلاء ولعنوا ويبقي ما لم يدركوه هم ومن عاونهم ودبر لهم ومولهم. إن شعب مصر شعب من الجبارين لن يفت في عضده مثل هذا الأمر رغم ضخامته وجسامته لكنهم عقدوا النية علي قطع دابر الإرهاب وشافته من علي أرض المحروسة.
كم من الحزن نعيشه لكنه حزن مغموس بالحقد والغل علي القتلة والرغبة والاصرار علي الثأر منهم.. أنها مصر بتاريخها وتراثها وعقائدها ستبقي شامخة مهما تعرضت لصنوف العدوان سترد كيد المعتدي اليوم أو غداً لكن لن يطول الوقت.
المنظر في مجمله مؤلم والأكثر إيلاماً الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا إلي المسجد يخطون خطاهم الأولي نحو الإيمان والتقوي والصلاح فيجدون الغدر والخسة تفقدهم أرواحهم البريئة. يالها من واقعة صادمة سوف نخرج منها أشد قوة وأكثر صموداً وأعتي إرادة.. نحن المصريين كنا وسنظل محافظين علي مصرنا أبد الدهر نصد كيد المعتدين عشاق لبلدنا. حراس لشعبنا.
وتحيا مصر.