صالح الصالحى
وحي القلم - رئيس الوزراء الجديد ؟
هل تحتاج البلاد إلي رئيس حكومة جديد؟!.. أو بمعني آخر هل تغيير شخص رئيس الوزراء ، تتغير معه أمور كثيرة؟!
الواقع يؤكد أنه سواء استمر المهندس شريف إسماعيل شفاه الله، في رئاسة الحكومة أو رحل عنها، فإن الأمر لا يختلف كثيراً.. فمن الواضح أن برنامج الحكومة يجب أن يستمر في إدارته مهندس وليس رجل اقتصاد، وأن الفكر الحاكم لهذا البرنامج هو الاستمرار في تحقيق معدلات إنجاز في المشروعات القومية، والتي ستشهد تحركاً جديداً خلال الفترة القادمة لتوفير احتياجات هذه المشروعات من معدات ومكونات ومنتجات للتصنيع المحلي، بدلا من الاعتماد علي الاستيراد.
هذا الفكر الحاكم والواضح هو ما جعل الدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان قائما بأعمال رئيس الوزراء، وقبلها وعلي مدار شهور ليست بالقليلة كانت المعطيات تؤكد أنه سيأتي رئيسا للوزراء خلفا للمهندس شريف إسماعيل أياً كانت أسباب خروجه من الوزارة؟.. ولا يعني هذا أنني ضد هذا الفكر أو هذا الشخص ولكن أسلط الضوء فقط علي أن مؤشرات التنمية لاتزال تعتمد علي الكتل الخرسانية في مشروعات الإسكان، وكذلك معدلات الإنجاز في المشروعات القومية التي يطول معها الحصول علي ثمار الإصلاح الاقتصادي.
فلاتزال معدلات التضخم عالية، وارتفاع الأسعار ضرب كل شيء، سواء الخدمات أو السلع علي الرغم من إشادات صندوق النقد الدولي، وتحسن مستويات التصنيف الائتماني لمصر واستقراره في نفس الوقت، هذا كله في ظل تدني خدمات أساسية يعاني منها المواطن وعلي رأسها الصحة، والتي وعد قانون التأمين الصحي الجديد بعد إقراره أن يتم تعميمه بعد 15 سنة!!
الناس في احتياج لثمار سريعة تشعر معها ببعض الراحة فلاتزال الناس تلهث وراء لقمة العيش، التي إن وجدت تلتهمها فواتير الكهرباء والغاز والمياه والدروس الخصوصية.
والناس في نفس الوقت ليست بحاجة لمشروع تنموي واحد هنا وهناك.. الناس في احتياج إلي مشروعات كثيرة لتدار عملية التنمية بشكل أسرع وأقوي.
فأين المصانع المتوقفة والمتعثرة عن التشغيل؟!.. التي أخذت وزارة الصناعة علي عاتقها تذليل العقبات الخاصة بها.. وأين المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر من ماراثون الإنتاج.. فعلي الرغم من كل التسهيلات الممنوحة لهذه المشروعات.. إلا أن الإقبال عليها لايزال ضعيفا من الشباب.. وفي تقديري الخوف من المغامرة والتسويق في نفس الوقت، في ظل سوق فقد الكثير من القوة الشرائية هو السبب.. علي الرغم من بعض الدعم الذي توجهه الحكومة لبعض المعارض لمنتجات هذه المشروعات.. إلا أن القائمين عليها يشكون من ارتفاع تكلفة الإنتاج والتي تنعكس بالفعل علي سعر السلعة.. وبالتالي عدم إقبال المواطنين علي شراء هذه السلعة.
وعلي الرغم من حالة الأمن المتحققة في البلاد التي لا ينكرها إلا جاحد، في ظل منطقة تموج بالأحداث الإرهابية بشكل أصبح الحقد علي مصر أكبر من أي وقت، لهدمها باعتبارها الدولة الوحيدة تقريبا في المنطقة المستقرة أمنيا.. والتي فشل الإرهاب بفضل الله أن يشق الصف بين المصريين.. إلا أنه يجب اختيار شخص رئيس الوزراء سواء استمر المهندس شريف إسماعيل الذي أتمني له الشفاء والصحة في كل الأحوال أو تم اختيار شخص غيره علي أسس أخري تفتح المجال لتغيير ديناميكي في مرحلة جديدة لإنعاش الاقتصاد الذي لايزال يحقق استقرارا علي حساب جيوب المصريين، بفرض الضرائب والرسوم وتخفيض الدعم علي المحروقات، وليس عيبا أن يسير التقدم في المشروعات القومية جنبا إلي جنب مع مشروعات تنموية سريعة العائد توفر السلع الأساسية للمواطنين وترفع معها المعروض من السلع، وتزيد من قدرة المواطنين الشرائية وتخفض معدلات البطالة بين الشباب. وأؤكد أنني لست ضد شخص رئيس الوزراء أو ضد شخص د.مصطفي مدبولي، ولكن إذا اتفقنا علي إن مشكلاتنا مزمنة منذ سنوات طويلة.. فإننا إذا بحاجة إلي أفكار مغامرة وشخصيات تحمل أفكارا مختلفة لحل هذه المشكلات.. وإن كنت أري بارقة أمل في الدكتور طارق شوقي وزير التعليم بمشروعه الجديد والمختلف، فإننا أيضا بحاجة إلي رئيس وزراء بفكر جديد يقتحم مشكلاتنا ويقدم نتائج جديدة مختلفة.
محمد رسول الله
ما بين دعوات التكفير التي ينادي بها المتطرفون.. ويصدرون فتاوي بإحلال دم كل صاحب دين يخالف عقيدتهم سواء كان مسلماً أو مسيحياً.. وارتفاع الأصوات الأخري المطالبة للأزهر بتكفير هؤلاء الدواعش، فإن الحل أن نعود ليس إلي المدرسة والمسجد فقط كعوامل لتنشئة المجتمع والحفاظ علي قوامه.. بل إلي ما قاله سيدنا محمد »صلي الله عليه وسلم» في خطبة الوداع »تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً.. كتاب الله وسنتي».. يجب الرجوع إلي كتاب الله وسنة نبينا الهادي ونجعلهما دستورا لحياتنا، ومنهاجا لتربية أبنائنا.
أتذكر ما قاله الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي أن مجتمعاتنا الإسلامية لم تأخذ بالكثير من تراثنا الإسلامي بل استفادت منه أكثر المجتمعات الغربية التي ازدهرت أكثر منا، وأهمها الأمانة والصدق وحب العمل والإخلاص فيه.. لنجد أننا نتعجب من نجاح هذه المجتمعات وننسي أن لدينا الحل وهو كتاب الله وسنة نبينا محمد أفضل خلق الله.