الأخبار
هشام مبارك
احم احم ! - السيدة الجمل.. صحفية من منازلهم !
استكمالا للسلسلة الذهبية من القراء الأصدقاء أصحاب الحق والفضل الأصليين في هذه المساحة أود أن أعرف حضراتكم اليوم بواحدة من هذه السلسلة التي أنعمها الله علي العبد لله ككاتب ألا وهي القارئة المخضرمة السيدة إسماعيل الجمل،فإذا كنت من الزملاء الذين يكتبون مقالات في الصحف فستجد رسائل السيدة الجمل هي أكثر الرسائل في بريدك سواء العادي أو الإليكتروني أما إذا كنت من قراء الصحف الدائمين فحتما ستكون قد قرأت هذا الاسم يوما ما في صحيفة أو في مجلة فهي لا تترك مطبوعة تصدر في مصر إلا وقرأتها ثم وضعتها لترسل برسائلها القيمة.
السيدة إسماعيل الجمل - المنصورة دقهلية،هذا هو توقيعها المفضل الذي توقع به رسائلها من مواليد عام 1953 في قرية أويش الحجر مركز المنصورة ووصلت في وظيفتها إلي درجة مدير عام بالطرق والكباري قبل خروجها للمعاش وهي جدة لخمسة أحفاد هم يوسف وسلمي طارق وعبد الرحمن وياسين هشام وآدم محمد وكانت قد بدأت ممارسة الكتابة الصحفية من منازلهم منذ 1983والتفاعل مع كل ما ينشر حيث تقول:بدأت الكتابة وأطفالي الثلاثة صغار والزوج لم يعترض ولم أدع له فرصة للاعتراض لأن احتياجات البيت وطلباته وطلبات الصغار جاهزة،وزوجي يهوي الصيد ولم يتخل عنه سواء كنا ملتحفين البطاطين في عز البرد أو في الحر الشديد وعندما أعترض لكثرة السمك يقول لي شحتيه أو ارميه أنا هاصطاد، وكان يتغزل في السمكة عندما تلتقطها السنارة، وكان يتندر قائلا:أنا هوايتي بتفيد الأسرة لكن هوايتك بتغرمك فلوس حيث أقرأ حوالي 25 صحيفة ومجلة في الأسبوع أحصل عليها من أشهر موزعي الصحف في المنصورة عوض عقل وأحمد عثمان.
23 أغسطس 2001 تاريخ مهم في حياة القارئة الكاتبة السيدة الجمل حيث نشر لها أستاذنا الراحل الكبير عبد الوارث الدسوقي أول مقال في باب الرأي للشعب الذي كان اسما علي مسمي وخصصت المقال الذي جاء تحت عنوان »علي ناصية صاحبة الجلالة»‬ للحديث عن تلك الفرصة الذهبية للكتابة في »‬الأخبار» بعد أن كانت متصورة أن الكتابة بها لأناس بعينهم، ووجهت الشكر في مقالها لجريدة الجمهورية صاحبة الفضل في انتشارها. طبعا لم يجد عبد الوارث الدسوقي حرجا في أن يكون أول مقال لقارئة تشكر فيه صحيفة اخري وكاتبا آخر فهكذا هم الكبار في زمن الكبار فالنشر لمن يستحق سواء كان كاتبا صنعته الكتابة أو قارئا موهوبا لديه مايقوله للناس وهو التقليد الذي يحاول زميلنا محمد درويش مدير التحرير المسئول عن المقالات إحياءه من جديد بتخصيص مساحة للقراء المتميزين رغم صعوبة ذلك مع ضيق المساحات وأزمة الورق.
لو حاولت أن أكتب كل مالديّ عن هذه القارئة المتميزة السيدة الجمل أو جدة يوسف كما تحب أن ينادوها حاليا فلن يكفي أضعاف هذه المساحة ولكنها محاولة بسيطة نؤكد من خلالها أن الكتابة الصحفية متاحة للجميع بشرط أن يكون قارئا متميزا والأهم متحمسا للتفاعل مع ما يقرأ ذلك الحماس الذي ميز السيدة الجمل والذي لو توافر لغيرها لقرأنا لآلاف القراء والقارئات من عينة السيدة الجمل.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف