طارق مراد
هاتريك - كوبر وقرعة "الأحلام الوردية"
إذا كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم بروسيا 2018 تستحق أن نطلق عليها مونديال العرب بعد نجاح أربعة منتخبات عربية مصر والمغرب وتونس والسعودية في التأهل لنهائيات هذا العرس الكروي العالمي دفعة واحدة ولأول مرة في التاريخ.. فأنا أري أن قرعة مونديال روسيا تستحق في نفس الوقت ان يطلق عليها ملايين المصريين قرعة "الأحلام الوردية" وفي مقدمتهم المدير الفني الأرجنتيني لمنتخبنا الوطني هيكتور كوبر ومعه نجوم الفراعنة.
أقول ذلك لأن كوبر لم يكن يحلم أو يتمني في منامه قرعة أفضل وأسهل من تلك المجموعة التي وقع فيها والتي تضم بالإضافة لمصر كلاً من روسيا البلد المضيف وأورجواي والسعودية.
لو أن كوبر طلب منه شخصياً أن يختار مجموعة يلعب معها في الدور الأول للمونديال لم يكن يجد أسهل من تلك المجموعة.
نعم أعترف أن المنتخبات التي تتأهل للعب في المونديال مع عظماء الكرة العالمية كلها منتخبات تستحق هذا الشرف لأنها أثبتت علي أرض الواقع أنها الأقوي والأفضل والأحق لتمثيل قاراتها بالمونديال بعد تفوقها علي منافسيها في التصنيفات وبالتالي لا يوجد فريق سهل أو ضعيف.. ولكن لابد أن نتفق أن هناك فروقاً من النواحي الفنية والخبرات والمهارات بين المنتخبات التي صعدت لنهائيات أغلي وأقوي وأهم حدث رياضي علي سطح الكرة الأرضية.. وتلك الفروق التي تصنع لنا البطل والمنافسين علي الفوز بتلك الكأس الغالية حتي المحطة الأخيرة.
وهنا يجب أن نتفق أن قرعة "الأحلام الوردية" بمونديال روسيا أوقعتنا في مجموعة الفوارق بين منتخباتها بسيطة ومحدودة وليس في حجم الفوارق التي يمكن ان نجدها مع منتخبات القوي العظمي في الكرة العالمية مثل ألمانيا أو اسبانيا والبرازيل وفرنسا والأرجنتين.. إلخ هذه القائمة المرعبة من المنتخبات المرشحة دوماً للمنافسة علي الفوز باللقب الأعظم أبطالاً للعالم والتتويج بالميدالية الذهبية والكأس الذهبية.
انطلاقاً من هذا الواقع فإن من حق جماهير الكرة المصرية أن تتمني علي كوبر ونجوم الفراعنة أن يكون هدفهم الصعود للدور الثاني للمونديال علي الأقل وأن يكون حلمهم أن يذهبوا لأبعد مدي في المونديال.. استناداً إلي أن فارق الامكانيات والخبرات والمهارات مع فرق المجموعة محدود وبالتالي يمكن تعويضه لأن كرة القدم لا تعرف المستحيل.. ونحن نرفض أن يكون الفراعنة ضيوف شرف بالاكتفاء بالمشاركة في الدور الأول فقط.
وتعويض هذه الفوارق يتطلب أولاً أن يسعي اتحاد كرة القدم لتلبية كل احتياجات كوبر ولاعبيه من حيث توفير برنامج إعداد علي أفضل مستوي من حيث عدد مرات التجمع في معسكرات تدريبية داخل أرض الوطن وخارجه بما يتناسب مع طبيعة طقس روسيا مع خوض عدة مباريات تدريبية دولية مع نخبة من المنتخبات القوية عالمياً ومن مدارس كروية متنوعة تتناسب مع طبيعة فرق المجموعة لاكساب لاعبينا أكبر قدر من الخبرة والثقة في النفس من خلال هذا الاحتكاك الدولي للتعرف علي المواقف الصعبة ويفضل ممن ستشارك في المونديال من المجموعات الأخري.
ثانياً: لابد من اعداد نفسي جيد للاعبينا من جانب كوبر ومعاونيهم بمعني الوصول بهم لأعلي درجات الثقة في النفس بأنهم يمتلكون امكانيات لا تقل إطلاقاً عن فرق المجموعة وأنهم قادرون علي عبور هذه المجموعة من خلال الأداء الجماعي المتماسك دفاعياً وهجومياً والتحلي بالروح القتالية وارادة الفوز والتسلح باللياقة البدنية العالية والاعتماد علي حركة وسرعة الكرة لضمان الحفاظ علي لياقتهم وعدم اجهاد أنفسهم في هذا المستوي العالمي بما يضمن قدرتهم علي الأداء بنفس القوة التي نبدأ بها المباريات.
ثالثاً وأخيراً لابد من دراسة جيدة لمنتخبات المجموعة وسنجد أن الفريق الروسي يعتمد علي الأداء التكتيكي واللياقة البدنية بينما يفتقد اللاعبين المهاريين ممن لديهم القدرة علي الابداع والابتكار في الملعب ونتائج الفريق تؤكد أن خط دفاعه الأقل يسهل اختراقه مثل دفاع الأورجواي فالخطان الأضعف في المنتخبين ولكن صعوبة الأورجواي تكمن في امتلاكه قوة هجومية مدمرة رهيبة بقيادة النجمين العالميين اديسون كافاني وسواريز وهو ما يحتاج لجهد مضاعف من لاعبينا في التنظيم الدفاعي لاحكام السيطرة عليهما.. وطبقاً للترشيحات وعلي الورق فإن منتخب مصر هو الأقرب للتفوق في مباراته مع السعودية ولذلك فإن قرعة الأحلام الوردية ستكون طريقنا للدور الثاني.