شكرى القاضى
"ترامب" يعلن الحرب علي الإسلام
* نحن أمام كابوس مزعج. نتضرع للمولي - عز وجل - ألا يتحول إلي حقيقة. فقد بات واضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكتفي بابتزاز ثروات العرب والمسلمين فحسب. لكنها ماضية في تنفيذ سيناريو آل صهيون. بإقامة "إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات". فالمتتبع لسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة علي مدار نصف قرن يدرك علي الفور أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول أمس عن اعترافه بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني في فلسطين بمثابة تقويض لكافة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. بل هو إعلان للحرب علي العرب والمسلمين. ومخطئ من يظن أن هذا القرار الكارثي صدر بمعزل عن مؤسسات صناعة القرار الأمريكي. فقد بات واضحاً أن استراتيجية خداع العرب مازالت قيد التنفيذ. وأن السيناريو الصهيوأمريكي. لمحاصرة الأقطار العربية والإسلامية وتركيعها وصل إلي مراحله الأخيرة. وإذا أردنا البحث عن تفسير لهذا القرار المباغت - غير المسيس - فلنستعيد وقائع زيارة الرئيس ترامب للسعودية في مايو الماضي خلال ما عرف باسم "مؤتمر القمة الأمريكية الإسلامية" لتبني استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه. إضافة إلي وضع آليات لإحلال السلام الدائم بالمنطقة. والعمل علي إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. لكن المؤتمر لم يسفر عن أي قرار يصب في صالح العرب والمسلمين. لكنه أسفر عن استنزاف الخزائن السعودية من خلال صفقة غير مسبوقة لشراء السلاح من أمريكا بمئات المليارات من الدولارات بالأمر المباشر..!
** ودعونا نتوقف أمام الأطر - التوافقية - في البيان الختامي للقمة الإسلامية الأمريكية علي النحو التالي:
1- السماح لرجال الأعمال الصهاينة بفتح استثمارات في دول الخليج.
2- السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجواء الدول الخليجية.
3- تركيب خطوط هاتفية مباشرة بين الدول الخليجية وإسرائيل.
- والأسس الثلاثة تؤكد ضمناً علي تراجع القضية الفلسطينية ضمن أوليات الدول العربية برأي أمريكا. حيث تراجعت المطالب العربية عموماً. والخليجية خصيصاً. بضرورة الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة. مقابل التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني. وإقرار السلام الدائم بين الفلسطينيين واليهود.
- وفي المقابل دعونا نرصد أهم التطورات علي الأرض في المنطقة. منذ الزيارة المشئومة للسعودية وحتي تاريخه:
* محاولة انفصال كردستان العراق عن الدولة المركزية وباءت بالفشل. لكنها لن تكون الأخيرة.
* اختراق البيت السعودي. وإشعال فتيل الفتنة بين أفراد العائلة المالكة. تمهيداً للتطبيع الكامل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
* اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. والتهديد بغزو لبنان للقضاء علي حزب الله.
* قتل أكثر من ثلاثمائة من الركع السجود بمسجد الروضة في سيناء. في سابقة تعد الأولي من نوعها في التاريخ الحديث والمعاصر.
* العمل علي زعزعة الاستقرار السياسي في مصر. قبل الانتخابات الرئاسية في مارس القادم.
* اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. واستبعاد الحل السياسي في البلاد.
** آخر الكلام:
خدعنا الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. عندما استهل فترة حكمه بزيارة لمصر. وأبدي اهتماماً خاصاً بقضية الإسلام والمسلمين. وتبرئتهم من الإرهاب في خطابه الشهير علي منصة جامعة القاهرة عام 2008. وفي نفس التوقيت أصدر قراره بتأسيس الجهاز السري لمعاونة الاستخبارات الأمريكية في آسيا والمنطقة العربية. وإدارة عمليات عسكرية وسياسية في الدول المستهدفة. وتحويل دفة الدبلوماسية الأمريكية للتحالف مع القوي والتيارات الإسلامية في مصر والمنطقة العربية. للحفاظ علي الريادة الأمريكية في العالم. وبالتزامن مع زيارة ترامب للسعودية. أعادت الإدارة الأمريكية هيكلة الجهاز السري للتنصت علي الزعماء العرب. وتحقيق مصالح واشنطن علي جثث العرب والمسلمين.
- وخلاصة القول في الموقف الأمريكي. أن العم سام الأمريكي يستحيل أن يمد طوق النجاة لأمة خارت قواها وفقدت بوصلتها ووصل بها الحال إلي الاستعانة بالذئاب لحماية القطيع..!!