الجمهورية
عاصم بسيونى
هل يعود اليمن سعيداً؟
نهاية مأساوية ومفجعة لم نكن نتمناها له أو لغيره. ولكنها كانت متوقعة فكل الشواهد والممارسات والإصرار والغباء كانت من العوامل التي أودت بحياة رجل حكم حوالي 33 عاماً الكثير منها دون إرادة شعبه. ولكنه حب السلطة والشهرة والتملك والميكافيلية. والرفض للربيع العربي الذي اجتاح وطنه وأجبره علي التنازل عن السلطة. فكانت تلك النهاية التي تذكرنا بما حدث لمجنون ليبيا القذافي الذي صم أذنيه وتحدي وقاوم حتي انتهي به الحال إلي اصطياده في ماسورة للمجاري بعاصمته طرابلس وإخراجه وتصفيته وسحله بطريقة لم نكن نرضي بها له أو لغيره. ولكن من هم علي شاكلته لم يستوعبوا الدرس ليتكرر نفس سيناريو المطاردة مع علي عبدالله صالح الرئيس اليمني المخلوع.. فماذا حدث ولماذا؟.
الذي حدث وتوقعته وغيري هو قيام جماعة أنصار الله الحوثية بمقتل صالح وهو محاط بموكبه في طريقه إلي مسقط رأسه سنجان القريبة من العاصمة صنعاء. حيث تم استهدافه داخل سيارته. ثم إنزاله وتقييده وتهشيم رأسه بالرصاص بعد سحله. انتقاماً منه بعدما كان صديق الأمس ثم انقلب حلفاءه من الحوثيين وتوعدهم وقبل أن يصطادهم اصطادوه وقالوا إنهم كانوا يؤخرون قتله حتي يتبين لليمنيين خيانته. لذا قتلوه كنتيجة طبيعية لغبائه السياسي وتغيير مبادئه التي قلبت الموازين في بلد فقير ممزق أنهكته الحروب. حيث أعلن قبيل تصفيته أنه سيمد يده للحكومة الشرعية. وللتحالف الدولي الذي تقوده السعودية منذ بضع سنين. وهذا بالطبع أغضب الحوثيين لأنهم وجدوا أنفسهم وحدهم في الميدان مما يسهِّل مقاومتهم ودحرهم مهما كان المدد الإيراني بالسلاح والمال.
الحقيقة صالح هو الذي أوصل نفسه إلي هذا المصير لأنه خرج علي الشرعية. ولكن الحنين إلي السلطة. جعله يكابر ويرفض البقاء في منزله معززاً مكرماً ليختم حياته بشكل هاديء ويتفرغ للعبادة. ويتوب إلي الله. فكانت النهاية المخزية له ولمن ساندوه. لذا أطلقوا عليه رجل التحالفات والتقلبات الكثيرة. رغم أنه السبب في توحيد شطري اليمن بعد النصر علي أنصار نائبه علي سالم البيض عام 1994. وبدأت بوادر التنمية والاستقرار والهدوء يعمم البلاد. ولكن يا فرحة ما تمت علي يديه حيث إنه كان يؤهل لابنه من بعده مثلما فعل المخلوع عندنا. وكأنها ملكية.
ورغم فجاعة الحدث إلا أنه من وجهة نظري فيه الخير لليمن كي يعود سعيداً كما كان يطلق عليه. فالذي حدث سيجعل رجال حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه صالح في حرب كحرب داحس والغبراء أيام الجاهلية مع الحوثيين أخذاً بالثأر. ومثل هذا الانقسام والانتقام سيكون في صالح الشرعية باليمن. لأنه يضعف أكبر فصيلين متحاربين وبسقوط آلاف الضحايا من الطرفين سيفتح الطريق أمام الشرعية والتحالف لإنجاز مهمة تخليص البلاد من مستنقع أوقعه فيه صالح في البداية. ثم تحالف من الحوثيين كي يسهل تنفيذ مهمته وهي الرجوع للجلوس علي العرش ثانية. وبالفعل بدأت التحركات السريعة من قبل دول التحالف التي أكدت القضاء علي فلول الفصيلين في غضون بضعة شهور. وأصدروا بياناً بالعفو عمن يتخلي عن سلاحه ويمد يده بالسلام مع الشرعية.
والأهم من ذلك هو انكسار شوكة إيران في اليمن. وكف أذي الملالي عن بلاد العرب الذين يحلمون بعودة الهيمنة الفارسية. وبتقليم أظافر الحوثيين في اليمن سيجعلهم منزوعي القوة. وسيغلق الباب أمام دخول إيران في الشأن اليمني ثانية وفرصة لأن يسترد اليمن عافيته ويعود كما كان سعيداً.. واللهم لا شماتة في الموت.
.. وأخيراً:
* اليمن يشتعل ولكن رب ضارة نافعة..!
* الخرطوم تجدد مزاعمها بأن حلايب سودانية.. تخاريف.
* قمة الخليج تجمع الفرقاء لأول مرة.. عجبي..!
* إصرار ترامب علي يهودية القدس.. سيفتح باب جهنم عليه وعلي المنطقة.
* نواب البرلمان يرفضون زيارة رئيس وزراء إثيوبيا.. برافو!
* عودة أحمد شفيق.. وبعدين.
* ارتياح في المنتخب بعد قرعة المونديال.. مش شرط..!
* شعاع بدأت قراءة عدادات الكهرباء منها جنوب القاهرة.. مشفتش حد منهم للآن.!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف