الجمهورية
محمد فتح الله
لماذا القدس
خاضت مصر أربعة حروب للدفاع عن فلسطين وفقدت 100 ألف شهيد وما زالت تدافع عنها في المحافل الدولية بكل الطرق السياسية ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني يبذل الرئيس عبدالفتاح السيسي الجهد والعمل علي إلغاء هذا القرار مستثمرا ثقله السياسي وعلاقاته القوية مع زعماء العالم بعيدا عن الشعارات التي يطلقها أصحاب الحناجر.. لكن لماذا تضحيات مصر من أجل فلسطين؟
فلسطين هي سكن الأنبياء. فنبينا إبراهيم عليه السلام هاجر لفلسطين ولوط عليه السلام نجاه الله من العذاب الذي نزل علي قومه إلي الأرض المباركة وهي أرض فلسطين. وداود عليه السلام عاش بفلسطين وبني محرابه فيها. وسليمان عليه السلام حكم العالم كله من فلسطين. وقصته الشهيرة مع النملة التي خاطبت النمل وقالت لهم "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم" كان بمكان يسمي وادي النمل بفلسطين وهو بجوار "عسقلان" وفيها كذلك محراب زكريا عليه السلام كما أن موسي عليه السلام طلب من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة وسماها المقدسة أي المطهرة التي طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء. وحصل فيها معجزات كثيرة منها ولادة عيسي عليه السلام من أمه مريم وهي فتاة صغيرة من غير زوج. وقد رفعه الله إليه عندما قرر بنو إسرائيل قتله وفيها هزت مريم عليها السلام جذع النخلة بعد ولادتها وهي في أكثر حالات ضعف المرأة وأنها هي أرض المحشر والمنشر. وأن يأجوج ومأجوج سيقتلون علي أرضها في آخر الزمان. وقصص كثيرة حصلت في فلسطين منها قصة طالوت وجالوت.
وماذا عن النبي الكريم - صلي الله عليه وسلم وعلاقته بفلسطين؟ لقد كانت القبلة في بداية فرض الصلاة تجاه بيت المقدس ولما هاجر النبي للمدينة نزل عليه جبريل وهو يصلي وأمره أن يغير اتجاه القبلة من بيت المقدس إلي مكة المكرمة فسمي المسجد الذي كان يصلي فيه "ذو القبلتين" كما أن رسولنا الكريم عندما أسري به ذهب لبيت المقدس قبل معراجه للسماء. فهي المحطة الأولي التي توقف فيها بعد انطلاقه من مكة باتجاه السماء وصلي بالأنبياء إماماً ولهذا هي مقر الانبياء. وقد سأل أبوذر رضي الله عنه "رسول الله: أي مسجد وضع أول قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي قال: المسجد الأقصي قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون. ثم قال أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد".
هل تعلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه علي الرغم من انشغاله بمشكلة ردة العرب بالجزيرة العربية وتجييش الجيوش لمحاربتهم ليردهم للإسلام الصحيح. لم يلغ الجيش الذي أمر به النبي الكريم للذهاب للشام علي الرغم من حاجته لكل طاقة يستثمرها لعودة الجزيرة لاستقرارها. وهل تعلم أن العصر الذهبي للفتوحات الإسلامية كان أيام عمر الفاروق رضي الله عنه. وأنه لم يخرج من المدينة المنورة للاحتفال بفتح أرض أو بلد إلا فلسطين. فذهب إليها بنفسه وفتحها صلحا وصلي بها واستلم مفاتيحها لإنقاذ النصاري من ظلم الرومان وقتها ثم فتحها مرة أخري صلاح الدين في يوم تاريخي من عام 583هـ وكان يوم جمعة يصادف يوم 27 رجب وهو في نفس تاريخ الليلة التي عرج بها النبي إلي السماء مروراً ببيت المقدس. وهذا اتفاق عجيب فقد يسر الله أن تعود القدس لأصحابها بمثل زمن الإسراء والمعراج.
ولماذا سمي بيت المقدس بهذا الاسم؟ هذا الاسم كان قبل نزول القرآن فلما نزل القرآن سماه المسجد الاقصي وسمي بالمقدس للقدسية التي كان يمتاز بها. ولهذا فإن أرض فلسطين والشام هي أرض رباط فقد استشهد فيها بحدود 5000 من الصحابة الكرام ولايزال الشهداء يسقطون فيها حتي اليوم فهي أرض الشهداء وأرض الرباط.
علي العرب الآن التحرك والتكاتف بقيادة الرئيس السيسي لإلغاء القرار الأمريكي الظالم لما له القدرة علي التفاوض بالعقل والمنطق وليس بهتاف أصحاب الحناجر ومستثمرا احترام العالم له.
اللهم أنقذ الأقصي من قبضة اليهود واعده لأوليائك الركع السجود الموفين بالعهود يارب العالمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف