سامى عبد العزيز
رأي أنه .. البعبع الذي بداخلنا
بحنجرة عالية الأغلبية تردد قول الله تعالي »ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم» ولكن علي أرض الواقع القلة الشجاعة فقط هي التي تطبق دعوة الله. هذه الاغلبية تقول وتعمل العكس تماماً .. الأغلبية ترتاح مرددة »اللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفوش»، نعم إنه بعبع التغيير .
بعبع اتخاذ القرارات الحتمية التي تغير من واقع مؤسسة أو دولة، ومن ثم تملك مقومات الانطلاق لمستقبل أفضل . لقد أكدت التجارب في أغلب دول العالم التي تغيرت ونهضت وانطلقت ان ما كان لها ان تحقق ذلك الا اذا قتلت بعبع الخوف والتردد والتحجج . لقد أكدت التجارب ان هذه الدولة صارحت وواجهت وفي الوقت ذاته سوقت قرارها بنفس طويل وباحتراف وليس بشغل الموظف الروتيني سواء كان مديراً أوزيراً.
إن فكرة هذا المقال جاءتني حينما أعلن الصديق الباحث الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات عن تخطيطه لاستخدام شركات علاقات عامة دولية محترفة تقدم صورة مصر وواقعها ورؤيتها للمستقبل من ناحية، وتصحح المغلوط والمنقول وكل ما يشوه صورة مصر الحقيقية . إنه قرار متأخر ولكنه جاء . فلنؤيده ونسانده ونؤمن ان التسويق المحترف ليس تكلفة علي الاطلاق وانما استثمارات له عوائده السياسية ومن ثم الاقتصادية.
ان مثل هذه الشركات تبحث وتعرف وتجيد مخاطبة المجتمعات الغربية والامريكية، فهي تعرف مفاتيح التأثير . لن أنسي تجربة قناة السويس الجديدة حينما أقر رئيس الدولة وكذلك الفريق مهاب مميش أهمية الاستعانة بالخبرات العالمية في تسويق هذا المشروع التاريخي الكبير في حياة مصر وكانت النتائج بفضل الله غاية في الايجابية . فقد أكدت الدراسات بعدها أن هذا المشروع كان عاملاً إيجابياً في تغيير صورة مصر وإثبات قدرتها علي التحدي والالتزام.
يا صديقي ضياء اقدم واسرع ونفذ والله معك فانت تفعل الحق والصح فلا تتردد مادمت ستضع معايير علمية للاختيار وتقوم بالتقييم الدوري لاداء هذه الشركات فإنها خطوة كبيرة علي طريق الاعلام الدولي المحترف.
يا سادة عام ونصف وباستخدام شركات علاقات عامة استطاع بوش الأب ان يغير الرأي العام الأمريكي الذي كان رافضاً لحرب العراق والذي كان البداية العملية لاعادة خريطة الشرق الأوسط طبقاً لمصالح الولايات المتحدة واتباعها من دول الغرب . نعم حوله الي رأي عام ضاغط ومساند لقرار الدخول الي العراق.
يا سادة لا تحسبن ترامب يكتب أوحتي يفكر اويقدم علي خطوة الا وهي مخططة ومحسوبة ومنفذة باحتراف شكلاً ومضموناً وتوقيتاً ..
تذكروا معي تجربة الاصلاح المصرفي في مصر منذ عام 2004 حينما اقدمت قيادات المركزي آن ذاك علي قرارات اصلاحية جذرية فتمكنت من وضع أسس صلبة ساعدت مصر علي الصمود امام اعتي الأزمات الداخلية بل والعالمية عام 2008 .
البعبع القابع في النفوس والعقول هوالمسئول الأول عن تأخر الكثير من الاصلاحات الاقتصادية التي ندفع ثمنها جميعاً وخاصة محدودي الدخل .
أقولها وبصوت عال ان المسئول الذي يجبن عن اتخاذ القرارات التي تحقق تغيرا حقيقياً إما أن ينسحب فوراً أويتم سحبه فالوقت ليس في صالحنا . حكمة بليغة »كن التغير الذي تريده واضيف أنا اليها أولترحل»