المصرى اليوم
محمد صيام
لتدوير لا يصلح فى الأهلى الآن والتجريب سبب سقوط الزمالك المتكرر
الروائى الجزائرى الشهير، واسينى الأعرج، يقول: «الكذب فى بلادنا ليس استثناء، ولكنه من فرط التكرار صار يشبه الحقيقة»، وفى كرة القدم المصرية تحول الكثير من الأشياء الوهمية، التى اعتاد المدربون والخبراء ومحللو الاستوديوهات ترديدها دون علم أو بحث أو سند علمى أو ارتكاز على مناهج تدريبية، إلى قواعد ثابتة لا يستطيع أحد الخروج عنها، وإلا طاردته اتهامات الجهل وعدم الفهم، حتى إن منها ما يعد سبباً رئيسياً للفشل والسقوط، لكنه يتحول إلى مبرر للمدرب نفسه ودليل لا يقبل الشك على النجاح والمعرفة والحداثة وما يملكه من تطوير.

وعلى مدار الأسابيع الماضية من عمر مسابقة الدورى، مرت الكثير من الفرق بحالة من الارتباك فى التشكيل وفى القناعات التكتيكية والخططية لدى الأجهزة الفنية، التى أثرت على الاتزان العام وأداء اللاعبين والقدرة على حسن توظيفهم بالشكل الأمثل، فظهرت بعض المصطلحات التى رددها المدربون للهروب من المسؤولية وللخروج من دائرة الاتهامات وتحمل تراجع المستوى، حتى إن منهم من استحضر مبكرا شماعات مطاطة شاركه فيها محللو الاستوديوهات، مثل الاضطرار لتنفيذ سياسة التدوير بسبب الإرهاق وضغط المباريات كحالة الأهلى، وأيضا مرحلة البناء التى تمر بها الفرق مثل الزمالك.

وفى الزمالك أصبحت عملية البناء الجديدة للفريق سبب التراجع، وفى الأهلى الإرهاق وعدم حصول اللاعبين على راحة كافية بين الموسمين السبب.. والمثير أن أحدا لم يكلف نفسه ليسأل: هل المشكلة فى هذين السببين أم فى الأجهزة الفنية التى مازالت تعانى من ارتباك؟.. فإذا كان الإجهاد هو ما يدعو حسام البدرى لتنفيذ سياسة التدوير داخل الفريق، فالسؤال: ولماذا يتمسك ببعض عناصره الأساسية داخل الملعب التى تصنع له الفارق على الدوام رغم أن متوسط مشاركاتها عبر الموسم الماضى والحالى يعد الأعلى مثل عبدالله السعيد؟.. نفس الأمر فى الزمالك الذى يضطر دائما لإجراء تعديلات فى التشكيل بسبب أنه فى مرحلة البناء، رغم أن مشكلة نيبوشا الأساسية أنه لم يصل لمرحلة القناعة المطلقة بأولويات محددة من اللاعبين فى كل المراكز، فهو مازال فى فترة التجريب، ولا يعرف من أحق بأن يكون أساسيا ومن يكون بديلا؟!

وإذا كان الأهلى والزمالك يتحججان بسياسة التدوير للهروب من الإجهاد والتجريب بسبب إعادة البناء، فإن هناك نموذجا يستحق الإشادة والاحترام هو الأسيوطى بمديره الفنى الواعد على ماهر، الذى بدأ الموسم وهو يعرف ما الذى يريده من لاعبيه ويعلم أولوياته، وهو نموذج لمدرب أحسن البناء وأجاد فى وضع تكتيكاته التى تناسب لاعبيه وليس الخصوم، وفى تجهيزهم خططيا بما يحقق طموحاته، فتحققت له بصمة فنية نادرة، بل من المستحيل أن تملكها هذه الفرق الصغيرة فى تجاربها الوليدة بصرف النظر عن النتائج.

إن أزمة الكثير من الفرق، سواء كانت تمتلك الاسم الكبير والتاريخ الضخم أو محدودة صغيرة، أنها لم تكن محددة، بل تعاملت بعشوائية مفرطة من بداية الموسم وأهدرت فترات إعدادها، بل حتى أيام الراحة لديها.. ومثلما أن مشكلة الأهلى والزمالك تتعلق بالاستقرار الفنى فلا يوجد تدوير فى بداية موسم وإنما رهان على عناصر جديدة، وهذه هى القاعدة فى الكرة، فإنه من الجهل أن يقترب الموسم من انتصافه ومازال نيبوشا لا يعرف للتشكيل الأساسى طريقا.. وإلا فلماذا تطور ونجح إنبى مع إيهاب جلال وتغير تماما مصر المقاصة مع عماد سليمان؟!.. إن الفيصل هو أن كل مدرب منهما تعامل بقناعات مطلقة ومحددة سواء فى الجوانب التكتيكية أو فى الأفراد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف