الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لم تعد أمريكا تخيفنا
خرج المتطرفون الصهاينة بعد القرار الهمجي للرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وأخرجوا ألسنتهم القذرة لأهل الأرض التي اغتصبوها وكادوا لهم بأسلوب أطفال الشوارع وقالوا لهم: ماذا ستفعلون يا كلاب العرب!!
وفي اليوم التالي للقرار العنصري للصهيوني ترامب قرر مجلس وزراء إسرائيل بكل بجاحة إقامة المزيد من المساكن للمستوطنين اليهود في القدس في تحد سافر للعرب ولوضع المزيد من الوقود علي النار المشتعلة في نفوس العرب والمسلمين بعد قرار ترامب.
الأمريكان ومعهم الصهاينة في الأرض المحتلة يراهنون دائما علي أن العرب ليسوا أكثر من "ظاهرة صوتية مؤقتة" سرعان ما ينتهي أثرها بعد كل قرار أو موقف أو عدوان بساعات أو أيام.. لكن من الواضح أن الأمر سيختلف هذه المرة ومن المتوقع أن يكون رد الفعل عنيفا ضد أمريكا ومصالحها خاصة بعد أن توعدها تنظيم داعش الارهابي بمزيد من عمليات الانتقام.. ورغم أنها عمليات مرفوضة ومدانة من جموع المسلمين لكنها هذه المرة قد تجد صدي عند بعض الجماهير الغاضبة خاصة في ظل عجز الأنظمة العربية عن التصدي لصلف وجبروت وإرهاب أمريكا وعدم الوقوف في وجه الإدارة الأمريكية الحالية التي يسيطر عليها الهوي الصهيوني المعادي لحقوق العرب والمسلمين.
من هنا يتضح أن أمريكا في صورتها الجديدة تقدم كل صور الدعم لجماعات التطرف والارهاب.. فقد قدمت المال والسلاح والحماية للجماعات الارهابية التي ترفع شعارات إسلامية لكي تنال من أمن واستقرار العديد من الدول العربية والاسلامية ولكي تكون وسيلة ضغط عليها. فهي التي دعمت تنظيم القاعدة وجماعة طالبان في أفغانستان لكي تكون شوكة قوية في ظهر الروس وبعد أن تخلصت هذه الجماعات من الاتحاد السوفيتي تفرغت لقتال الأمريكان ونفذ تنظيم القاعدة أبشع وأقوي جريمة إرهابية في التاريخ الحديث بتفجيرات 11 سبتمبر التي أهانت بها أمريكا وأجهزتها الأمنية.
ولأن الأمريكان لا يتعلمون من دروس الماضي وقفوا خلف تنظيم داعش الارهابي لتخريب المجتمعات العربية من الداخل لصالح إسرائيل فانقلب التنظيم الارهابي علي أمريكا ونفذت عناصره العديد من العمليات الارهابية داخل أمريكا نفسها في ضربات متلاحقة للأمن الأمريكي الذي يعتقد أنه لا يقهر.
لقد فتح ترامب علي بلاده وعلي كل دولة أوروبية تسير علي نهجه أو حتي تتعاطف مع قراره نار جهنم كما أكد شيخ الأزهر د.أحمد الطيب.. ونحن كمسلمين كنا نتطلع أن يتوحد العالم كله ضد هذه التنيظمات الارهابية وتكوين رأي معاد ورافض لها وتشويه صورتها في عيون الشباب حتي لا ينخدع البعض بدعواتهم الهدامة .. لكن الرئيس الأمريكي بقراره الأحمق أعطاهم المبررات والمسوغات لكي ينفذوا عملياتهم الارهابية تحت شعار تحرير القدس.. وهو شعار سينخدع به البعض وسيعطي فرصة لتعاطف البعض من جديد مع الجماعات الارهابية.
لا أدري.. كيف تفكر الإدارة الأمريكية ومن هم الشياطين الذين يخططون لها؟
لماذا يسيطر علي ترامب العناد والتحدي ويفتح أبواب جهنم علي بلاده؟
لم تعد أمريكا محلا للثقة عند العرب لا علي المستوي الرسمي ولا علي المستوي الشعبي وينبغي أن تتواصل الادانات والاحتجاجات السلمية ضد قرارها.. وإذا كانت التقاليد الدبلوماسية تفرض علي الدبلوماسيين العرب استقبال المسئولين الأمريكان في بلادهم ولا يمكنهم أن يخطو خطي شيخ الأزهر والبابا تواضروس.. فيجب أن يسمع المسئولون الأمريكان من المسئولين العرب ما يغضبهم ويشعرهم بحجم الجريمة التي ارتكبها ترامب بقراره الأحمق.
لقد تغيرت كثيرا العلاقات الدولية وضعف مركز أمريكا كقوة تفرض علي العرب ما تريد خلال السنوات الماضية.. ولا ينبغي أن يعطي العرب لترامب وإدارته الفرصة من جديد لاستعادة الجبروت الأمريكي.
أمريكا لم يعد لديها ما تخيفنا به.. فلماذا تخشونها يا عرب؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف