مَنْ قال إن العرب لم يحركوا ساكناً ازاء قرار بلفور 2017 الملقب بدونالد ترامب.. لقد سارع الجميع باصدار بيانات نارية تشجب وتستنكر هذا القرار.. لقد خرجت البيانات اقوي من طلقات الرصاص تدين وترفض.. وانطلقت اغاني القدس وزهرة المدائن تدوي في كل الاذاعات.. وتسابقنا في الظهور بالبرامج.. نسب ونلعن في القرار.. وتسابق الملايين علي الفيس بوك وتويتر يقولون عن ترامب ما لم يقله مالك في الخمر.. وعقدنا الندوات والمؤتمرات التي تشجب وتستنكر وانشدنا قصائد نزار قباني ومحمود درويش.. وصفقنا وهللنا للمتحدثين والمحاورين.. كل هذا فعلنا.. فمن ذا الذي يقول إننا لم نحرك ساكناً.. لكن هل هذا كل ما يملكه العرب؟!
اقول العرب يملكون الكثير.. لكن الغرب خطط ونفذ لتمزيق العرب وان يظلوا دوماً علي غير وفاق او اتفاق.. ولو كانت الادارة الامركيية تشك واحدا في المليون ان العرب يمكن ان يتفقوا علي قرار موحد تجاه قرار بلفور 2017 الشهير بـ "ترامب".. ما اقدمت عليه.. ولو كانت الادارة الامريكية تتوقع ان دول الخليج يمكن ان تلغي او تعلق صفقات السلاح التي ابرمها ترامب مع الدول العربية والتي تجاوزت 600 مليار دولار وانعشت الاقتصاد الامريكي لسنوات قادمة.. لو كانت امريكا تتوقع ان تلغي الاتفاقيات ما اقدمت علي القرار.. ولو كانت الادارة الامريكية تتوقع واحدا في المليون مقاطعة عربية شاملة مع الأمريكان من تصدير واستيراد ووقف رحلات الطيران ووقف التعامل مع كل ما هو امريكي.. ما اقدمت علي القرار.
***
لكن الإدارة الامريكية قبل أن تتخذ القرار ساهمت بطريق مباشر او غير مباشر في تمزيق الدول العربية منذ تدمير واحتلال العراق.. وادخال سوريا وليبيا واليمن في النفق المظلم وتحويلها إلي بقايا دول وأطلال شعوب.. ولم يترك الامريكان دولة في المنطقة بلا أزمات حتي المملكة العربية السعودية ادخلوها في حرب سنية شيعية في اليمن وسوريا.. ويمهدون ويبذلون كل الألاعيب من وراء الستار لاشعال حرب ايرانية - سعودية.. ومصر.. الشقيقة الكبري درع الامة العربية.. تتعرض لمؤامرات دولية ومخابراتية من العديد من الدول العظمي والصغري.. وتدفع ثمن صمودها ومواقفها العربية القومية غالياً من دم ابنائها واقتصادها.. وتنفق قوي الشر المليارات لاسقاط مصر وادخالها النفق المظلم وتمزيق وحدة شعبها.. فإذا سقطت انهار كيان الامة العربية.. لكن يفشلون دوماً في كل سيناريوهات التمزيق والتفكيك.. وتبقي مصر صامدة بجيشها العظيم وشعبها الأبي.
***
اقول في ظل هذا الشتات العربي واضعاف دول الوطن العربي.. وفي ظل الانقسام الفلسطيني الغريب والعجيب.. وصراع فتح وحماس علي المناصب والمكاسب.. وتفرغ كتائب بيت المقدس وانصار بيت المقدس لضرب اشقائهم وبني عروبتهم ولم نسمع يوماً.. انهم فعلوا شيئاً لجنود الاحتلال وتهويد القدس وابتلاع الاراضي الفلسطينية.. اقول في ظل كل عوامل التمزق لم نفاجأ بقرار ترامب المؤسف.. لكن دائماً العيب فينا نحن العرب.. وليس في اعدائنا.. نحن اتفقنا علي ألا نتفق.. اتفقنا علي الضعف والوهن.. وتسخير اموالنا الخليجية لخدمة الاقتصاد الامريكي.. ولو سحبنا الارصدة الخليجية من امريكا واستثمرنا في الدول العربية.. لصرنا القوة الاولي اقتصاديا وبشريا وعسكرياً.. نحن نملك الكثير من الاسلحة.. نمنحها لعدونا!!