فيتو
محمد نوار - أبو شادوف
قفزة مصرية للعالم النووى.. وتصريحات عجيبة لوزراء!
بالتأكيد إتمام التعاقد مع الروس لبناء مفاعل الضبعة النووى، أثلج الصدور، لأنه حقق حلما طال انتظاره، وهو التحاق العرب بالمجال النووى، ويأتى دخول مصر هذا العالم المهم والخطير شيئا باعثا للبهجة والتفاؤل، وبالتالى ستكون هذه البداية لاتجاه الدول العربية في التفكير لاقتحام المجال النووى السلمى، خاصة أن الطاقة تتناقص كل يوم، لأن اعتمادنا كان كليا على البترول الذي يعد المصدر الرئيسى في عالمنا العربى.

إذن ما يحدث خطوة وقفزة مهمة ورائعة تأثيرها يتجاوز المستوى الداخلى، بل يتجاوز إلى العالم العربى، وسيرسخ مكانة مصر كدولة رائدة، في هذا المجال الذي سيخلق أجيالا من الخبرات، التي يمكن الرهان وقتها على إمكانية تصنيعا المفاعلات، مثلما يمتلك العدو الصهيونى، وأيضا إيران وغيرهما، ولكن كلا من هاتين الدولتين لهما تجارب خطيرة على أمن وسلام المنطقة العربية، الأمر الذي قد يغيب عن الكثيرين.

إن أي تقدم صناعى أو تطوير ما لدينا حتى زيادة شبكات الاتصال يحتاج إلى طاقة، وكلما توفر لدينا الطاقة، فإننا نمتلك القدرة على التقدم والتطور، ونصل إلى أن المفاعل النووى يضعنا في مصاف الدول المتقدمة، هنيئا للأجيال القادمة التي ستجنى الثمار لهذا المشروع العملاق وغيره.

في نفس الوقت الذي نشعر بنشوة التفاؤل للغد الأفضل، نرى العجب من وزراء يؤكدون كل يوم أنه لا علاقة لهم بالمواطن المسكين، لو راجعنا تصريحات وزير النقل لوجدنا فيها عجبا، لا نستطيع أن ننسى عندما سئل ردا على تصريحاته بأن 94% من الحوادث بفعل الخطأ البشرى وأن 4% بسبب الطرق ما هو الحل للحد من الحوادث!؟ فإجاب: سننشئ طرقا جديدة بالمواصفات العالمية للحد من الحوادث!!

ترك 94% من الأسباب ويصلح الطرق التي تتسبب فقط في 4%! وتصريحه بأن المواطنين هم الذين يطالبون برفع سعر تذكرة المترو! ومقارنة الوزير سعر تذكرة المترو في مصر وفرنسا ويقول: تذكرة مترو فرنسا تشترى 7 بيضات، وفى مصر تذكرة المترو بيضة ونصف فقط!.. لاتعليق! وبالرغم من مضاعفة سعر تذكرة المترو منذ أقل من عام يخرج مساعد الوزير ليعلن أن التذكرة لم يرتفع سعرها منذ عشر سنوات، ناهيك عن تصريحات الوزير عن عدم صيانة السكك الحديدية منذ حرب الاستنزاف -ولا نعرف لماذا الاستنزاف؟- والطريف أنه عاد بعد شهر من تصريحه عن حرب الاستنزاف ليقول: سكك حديد مصر لم يحدث لها صيانة منذ 1952!

وهذا يتماشى مع وزير المالية الذي صرح بأن ماحدث في مصر من إنجازات في الثلاث سنوات الأخيرة لم يحدث منذ محمد على! في الوقت الذي يصرح وزير الرياضة والشباب بأن مباراة الأهلي والإسماعيلي تشكل قائمة المنتخب في كأس العالم، ويسافر كعضو إلى روسيا لحضور القرعة، ويعود للاجتماع مع رئيس اتحاد الكرة لمناقشة خطة الاستعداد للمنتخب.. الوزير يعمل أحيانا كمدير فنى وأحيانا أخرى كرئيس اتحاد كرة، أما دوره كوزير للشباب.. فانسى!

ساختم بقصة حدثت هذا الأسبوع كان لى الشرف للسفر إلى عروس البحر المتوسط، شاهدت العجب أولها وجود إعلان في محطة مصر بالإسكندرية وسيدى جابر؛ هذا الإعلان عن مبادرة انضباط القطارات!

السؤال: ما علاقة المواطن بضبط مواعيد القطارات؟ هل المواطن يصل متأخرا فينتظره سائق القطار حتى يصل فينطلق بعدها في رحلته؟ هل المواطن هو من يعطى القطار شارة بداية الرحلة؟

الانضباط من أوله إلى آخره مسئولية الهيئة العامة لسكك حديد مصر التابعة لوزارة النقل؛ القطار وقائد القطار وكل عناصر الخدمة تحت قيادتها ولا علاقة مطلقا للمواطن الغلبان في أمره؛ ودلالة هذه الفكرة أن الهيئة بل والوزارة محدودة الفكر إلى حد الجهل بدورها، أثناء العودة للقاهرة فوجئت بصورة لم أرها في عمرى؛ باعة ومتسولين في القطار الدرجة الأولى المكيف، لم أصدق عينى خاصة أنهم ليسوا مجرد حالة واحدة بل أكثر من حالة، والتسول بيع المناديل، والسبح، وتوزيع كتب أطفال على الركاب والعودة لجمعها ورواية قصة إنسانية حتى تجنن القلوب عليها؛ هذا حدث في المسافة بين طنطا والقاهرة، ولا أدرى هل كانوا موجودين بالقطار من الإسكندرية أم لا؛ كان قديما يصعد القطار بعض باعة الحمص وحب العزيز في محطة طنطا، لكونها تشتهر بهذه الأشياء أقصد يصعد من محطة طنطا ولا يستمر في القطار بل ينزل في محطة طنطا أيضا!!

أين الانضباط يا وزير النقل؟ أين أنتم يا هيئة السكك الحديدية!؟
هنا المقارنة، عقول تفكر في المستقبل والعالم النووى والقفز إلى عالم جديد.. ومسئولون لا حول لهم ولاقوة.. عبئا على من اختارهم.. وعبئا على المسكين المواطن!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف