على فاروق
بالمرصاد محطة الضبعة النووية .. سد عالي جديد
اخيرا تحقق الحلم الذي طالما راود المصريين علي مدي الـ 60 عاما الماضية.. ودخلت مصر عصر الطاقة النووية.. وبدأ العمل في اقامة محطة الضبعة النووية التي ستضم 6 مفاعلات نووية.
سيظل 11 ديسمبر 2017 يوما تاريخياً في حياة المصريين بعد أن تم توقيع اتفاقية اقامة المحطة النووية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. ليوجه ضربة قوية لكل الجماعات الحاقدة علي مصر وعلي رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التي راحت تنشر المزاعم والاكاذيب حول هذا الإنجاز العظيم الذي يضاف الي سلسلة الإنجازات الكبري التي حققها الرئيس السيسي علي مدي الـ 3 سنوات والنصف الماضية.
زعموا أن تكلفة اقامة المحطة وتبلغ 25 مليار دولار باهظة جدا وتزيد من حجم الديون علي الأجيال القادمة ولا يعرف هؤلاء الجهلاء أن مصر لن تبدأ سداد هذا المبلغ إلا اعتبارا من عام 2029 بعد عام من انتهاء اقامة المحطة عام 2028 وان ايرادات المحطة ستبلغ 13 مليار دولار في أول عام لتشغيلها.
هذا الإنجاز العظيم لا يقل أبدا عن انجاز اقامة السد العالي في ستينيات القرن الماضي.
لقد بدأ حلم انشاء أول محطة نووية مصرية يراود المصريين في خمسينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حيث سعي بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت لانشاء أول مفاعل نووي للابحاث والتدريب في انشاص وذلك عام 1961 الا أن المشروع لم ير النور حتي وفاة عبدالناصر وسعي الرئيس الراحل أنورالسادات في سبعينيات القرن الماضي بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية لتحقيق حلم المحطة النووية الا أن المحاولات باءت بالفشل ايضا.. وفي عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك تم طرح مناقصة لانشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء إلا أن المشروع توقف بعد حادث محطة تشير نوبل للتأكد من آمان المفاعلات النووية.
وفي عام 2002 سعي مبارك لاحياء حلم انشاء أول مفاعل نووي بمنطقة الضبعة علي الساحل الشمالي كمكان ملائم لاستيعاب هذا المشروع القومي الا أن المشروع لم ير النور أيضا حيث لم تلق الدراسات التي اجريت علي المشروع ترحيبا من الدول العاملة في مجال التكنولوجيا النووية وظل هذا المشروع متوقفا حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2014 حيث اعلن عزمه علي تحقيق هذا الحلم للمصريين.. وبالفعل تقدمت العديد من الشركات العالمية من فرنسا والصين واليابان وأمريكا وكوريا الجنوبية وروسيا لاقامة محطة الضبعة النووية.. وفازت بها الشركة الروسية وبعد مفاوضات طويلة استمرت حوالي 30 شهرا مع الجانب الروسي تم التوصل الي هذا الاتفاق التاريخي الذي يحقق حلم المصريين.
هذا الاتفاق يؤكد لنا أن التعاون مع دول عظمي مثل روسيا والصين واليابان أفضل كثيرا من التعامل مع الولايات المتحدة التي اثبتت لنا وخاصة بعد قرار ترامب الأخير باعتبار القدس عاصمة موحدة للاسرائيليين انها لاتريد لنا خيرا.. وانها تسعي لان نكون مجرد سوق لبضائعها وسلعها.. وليست علي استعداد لاقامة صناعات ومزارع في بلادنا.. بعكس روسيا التي قدمت لنا الكثير خلال حقبة الستينيات حيث ساعدتنا علي اقامة أكثر من 1000 مصنع في جميع المجالات كما ساعدتنا في اقامة السد العالي في اسوان بينما أمريكا تريدنا أن نظل دولة مستوردة وليست منتجة.
لقد تولي الرئيس السيسي الحكم في أسوأ الظروف حيث كانت البلاد علي وشك الانهيار بعد توقف السياحة واغلاق العديد من المصانع وتراجع الصادرات وانتشار الفوضي والانفلات بالشارع وضياع الأمن والاستقرار ووجود اعداد كبيرة من الإرهابيين في صحراء سيناء كان التنظيم الدولي للإخوان قد قام بالمجيء بهم من مختلف دول العالم في عهد الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.
ورغم كل هذه الظروف المأساوية اصر الرئيس السيسي ان يحقق احلام وطموحات المصريين.. فبدأ اقامة العاصمة الادارية الجديدة لتقضي علي الزحام والتكدس السكاني في القاهرة كما نفذ المشروع القومي للطرق الذي يساهم في اقامة عشرات بل مئات المدن الجديدة لتزداد المساحة التي نعيش عليها لتصل الي 23 في المائة بدلا من النسبة الحالية التي لا تزيد علي 7 في المائة فقط
كما بدأ السيسي في اقامة مشروع زراعة 1.5 مليون فدان ليزيد من حجم انتاجنا الزراعي من المحاصيل المختلفة ويقلل من حجم استيرادنا من الخارج الذي كان قد وصل الي حوالي 70 في المائة من حجم احتياجاتنا وذلك لان السيسي ادرك أن قرارنا لن يكون من "رأسنا" إلا إذا كان طعامنا من "فأسنا".
لقد كان في امكان الرئيس أن يفعل مثلما فعل غيره من الرؤساء ويقوم بالاستدانة من دول العالم لتوفير احتياجات المواطنين من السلع المختلفة بأسعار مخفضة.. وبالتالي تزيد شعبيته في الشارع ولكنه كان صادقا مع نفسه ومع الشعب واصر علي تحقيق الاصلاح الحقيقي الذي يقيم مصر الجديدة علي اسس قوية ومتينة.. وكان يراهن علي الشعب العظيم الذي يدرك بفطنته التي تمتد الي آلاف السنين انه لابد من أن يصبر ويتحمل حتي يتجاوز الأزمة التي نمر بها.
الانجازات التي حققها السيسي خلال فترته الرئاسية الاولي سنري ثمارها اعتبارا من العام القادم 2018 وخاصة بعد أن بدأ حقل "ظهر" في انتاج كميات هائلة من الغاز ستجعلنا نحقق الاكتفاء الذاتي بل ونبدأ التصدير اعتبارا من عام 2019.
القادم أفضل بإذن الله.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها من كل سوء.