المساء
أحمد سليمان
في حب مصر - الطائرات بدون طيار إرهاب المستقبل
نشرت صحيفة "الميرور" البريطانية تقريراً خطيراً حول التطور الكبير الذي تشهده صناعة الطائرات بدون طيار والذي يقودها لتكون أكثر فتكاً في المستقبل بعد أن تصبح أخف وزنا وأقل سعراً وأكثر سرعة وقدرة علي التخفي لتصبح طائرة "شبح".
التقرير الذي نقلته قناة روسيا اليوم يكشف لنا ضرورة الحذر من وقوع مثل هذا النوع من الطائرات في أيدي الإرهابيين بعد أن تم تضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم علي الأرض. فقد يأتي اليوم الذي تقع في أيديهم مثل هذه الأسلحة الجديدة بمواصفاتها الخارقة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا واستهداف مؤسسات ومنشآت حيوية في الدول التي تستهدفها جماعات الإرهاب.
يقول التقرير إن شركة "بي إيه أي سيستمز" البريطانية المتخصصة في الصناعات الجوية والدفاعية أعلنت عن تجارب ناجحة يمكنها ان تساعد في جعل الطائرات بدون طيار أكثر قدرة علي التخفي. وتؤكد الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها أن هذه الطائرات سوف تتخلي عن استخدام اللوحات الميكانيكية المعقدة التي تتحرك لإبعاد تدفق الهواء من أجل السيطرة علي الطائرة أثناء رحلتها لتنفيذ المهمة المكلفة بها. وذلك بهدف التحكم بشكل أكثر تطورا. إذ يعتمد نظام السيطرة الجديد علي أجهزة تحكم في الهواء فريدة من نوعها حيث يأخذ الهواء من محرك الطائرة ويدفعه بسرعة تفوق سرعة الصوت في الجزء الخلفي من الجناح. كما سيتم استخدام تيارات الهواء لتغيير عادم المحرك مما يسمح بتغيير اتجاه الطائرة.
ركزت أبحاث تطوير هذه الطائرات التي أجريت بمساعدة جامعة مانشستر البريطانية علي عدم الاعتماد علي الضوابط التقليدية للأجنحة واللوحات والأنظمة الميكانيكية أو الهيدروليكية. مع الاعتماد بشكل كبير علي تيارات الهواء التي سوف تجعل هذه الطائرات في المستقبل أخف وزنا وأسرع وأكثر قدرة علي التخفي وأكثر كفاءة.. وهو ما يعني تقليل الأخطاء التي قد تقع أثناء تنفيذ المهام كما تتيح الفرصة للسيطرة عليها بشكل أكبر. وفوق كل ذلك سوف تساعد التقنية الجديدة علي انتاج طائرات بدون طيار بهذه المواصفات بأقل تكلفة.
يقول بيل كروثر أحد كبار الأكاديميين وقائد المشروع في جامعة مانشستر إن هذه التجارب تمثل خطوة مهمة لاستكشاف مزايا الهواء القابلة للتكيف وامكانية استخدامها بشكل أكبر مستقبلا مما يفتح آفاقا جديدة أمام صناعة الطائرات الحربية والمدنية.
ما يهمنا من هذا التقرير ونتائج هذه الأبحاث هو ضرورة التحذير من ألا تقع مثل هذه الطائرات بدون طيار في أيدي الارهابيين مستقبلا. أو علي الأقل مراعاة ألا يتم تهريبها إلي داخل البلاد. فقد شاهدنا أحد الفيديوهات منذ عدة أشهر علي مواقع التواصل الاجتماعي يظهر استخدام الارهابيين في ليبيا لطائرة بدون طيار في تصوير عملية تفجير لأحد المعسكرات التابعة للقوات الليبية وهو ما يؤكد ان استخدام الطائرات بدون طيار ليس بعيدا عن فكر الارهابيين كما أن حصولهم علي أحدث انتاج من هذه الطائرات بهذه التكنولوجيا المتطورة لم يعد مستعصيا أو صعب التحقق وكلنا يعلم من الذي يمد الإرهابيين بأحدث الأسلحة لاستخدامها في عملياتهم.
إن مواكبة فكر الارهابيين اصبح أكثر أهمية من مواجهتهم كأشخاص علي الأرض أو في ميادين المواجهة. فكلنا يعلم أيضا ان الجماعات الارهابية تستغل وتجند بعض القادة العسكريين من دول عديدة للاستفادة من خبراتهم العسكرية في تنفيذ مخططاتهم ومواجهة الفكر العسكري لجيوش الدول.
أرجو أن يكون قانون استخدام الطائرات بدون طيار الذي تم اقراره بمجلس النواب منذ أيام قد تضمن عقوبات رادعة وآليات صارمة لمواجهة تهريب مثل هذا النوع من أدوات ارهاب المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف