لا أعرف ما هي معايير اختيار الوزراء ولا معايير تقييم الأداء..ولكن الشيء الوحيد الذي أعرفه أن أداء أي وزير ينعكس علي وضع القطاع الذي يديره..وللحق هناك بعض الوزراء لا يستحقون الحصول علي لقب وزير..وكلامي عن وزير السياحة نابع مِن مصلحة وطنية لانني لا أعرف الرجل لا من قريب ولا بعيد..ولكنني أعرف جيدا أن عائدات السياحة زمان كانت تمثل رقما كبيرا في الدخل القومي المصري.. لا ألوم الوزير علي تراجع عدد السائحين لاننا دولة تحارب الاٍرهاب ومن الطبيعي ان يخاف السائح علي عمره.. ولكنني ألومه لأنه وزير من المفترض انه يقود صناعة هامة جدا وهي صناعة السياحة..والشهادة لله كلما التقيت مستثمرا سياحيا أو حتي شخصا يعمل في مجال السياحة وسألته عن الاوضاع، تكون الإجابة واحدة وهي أن البلد (مفيهاش) وزير سياحة.. أسال من جديد عن مضمون الكلمة، تكون الإجابة أن الرجل يدير قطاعا يمثل مجتمع الاعمال والاستثمار السياحي فيه ما يقرب من ٩٠٪ من حجم المنشآت ومع ذلك لا يسمع إلا نفسه ومن حوله ولا يقدم حلولا مبتكرة ولا يساند المستثمرين في الأزمات لدرجة أن عددا كبيرا من مستثمري القطاع يفكرون في تركه وتغيير النشاط..السياحة يا معالي الوزير في بعض الدول تمثل مصدرا أساسيا للدخل القومي..وفي دولة مثل مصر تمتلك كل مقومات الجذب السياحي من آثار وسياحة شاطئية ودينية وعلاجية ومع ذلك لا نجد أو نري أفكارا مبتكرة قد تساعد علي جذب السائحين وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب..وبمناسبة اقتراب موعد عودة السياحة الروسية اقترح علي سعادتك إن كان رئيس الحكومة مصمما علي وجودك ضمن مجلس الوزراء أن تعيد النظر في حملات الترويج الخارجية وان تطلق برامج سريعة لتعليم الكوادر البشرية كيفية التعامل مع السائحين ولا تتنصل من أي شيء مرتبط بالقطاع..مازلنا نعمل بأسلوب الفهلوة رغم أنه انتهي من العالم من زماااان..وما زال وزير السياحة يرأس الوفود في البورصات العالمية ويطلق التصريحات الرنانة ويعلن أننا سنستقبل ٢٠مليون سائح سنويا وسنعيد فتح مزارات العائلة المقدسة وسنحل أزمات الحج والعمرة ونكتشف في النهاية أنها تصريحات للشو الاعلامي فقط ولكن الحقيقية علي أرض الواقع شيء مختلف تماماً.. معالي الوزير قد نكون دولة عانت كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب المؤامرات الخارجية..وقد يكون الخراب الذي شهده قطاع السياحة كان مقصودا لأنه ضمن مخطط كبير لضرب الاقتصاد..ولكن ليس من الطبيعي أن تكون أفكار سعادتك في وقت الأزمات هي نفس أفكار الاوضاع العادية..الوزير الناجح هو من يفكر ويبتكر ويتعامل مع الأزمات بكل حرفية والاهم من ذلك أن تنعكس هذه الأفكار علي أرض الواقع..مازالت الفرص متاحة ولكننا مازلنا نتفنن في ضياعها لاننا نبحث عن المجد الشخصي وليس عن المصلحة العليا للوطن..قد يفهم وزير السياحة أن هذا الكلام موجه لشخصه ولكن الحقيقة هو موجه للاداء فقط لانني كما قلت لا أعرفه من قريب أو بعيد ولكنني أعرف مصلحة مصر مثل أي مواطن يتمني أن نخرج من الأزمات من خلال الاستغلال الأمثل للمتاح..والحمد لله مصرتمتلك بنية سياحية كفيلة بأن تجعلنا من أغني دول العالم.. وعقبال يارب ما نمتلك كوادر بشرية تتناسب وحجم ما نمتلك من تماثيل.. وتحيا مصر.