علاء عريبى
رؤى - التسامح قبل العفو الرئاسي
بمناسبة الحديث عن قائمة عفو رابعة، ينبغى أن نتذكر أن جميع من أفرج عنهم فى القوائم الماضية 460 شاباً فقط، بينهم 82 حالة فى القائمة الأولى، و203 حالات فى الثانية، و175 حالة فى القائمة الثالثة، قيل إن هؤلاء فقط الذين توافقوا مع شروط العفو الرئاسى، والتى تتمثل فى قضايا التظاهر والرأى.
هذه الأرقام للأسف محبطة جداً لما كنا نتوقعه، فالإفراج عن 460 شاباً أو حالة فقط خلال سنتين، لا يشجع بالمرة، فقد كنا نتوقع أننا سوف نفرج عن جميع الطلبة والشباب والحالات التي لم تتورط فى دماء، هم فى النهاية أولادنا، وبمقدورنا أن نعيد تأهيلهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديها، وهذا دور الحكومة والنظام الحاكم وواجبه تجاه هؤلاء الشباب، فما الذى يجنيه المجتمع من الدفع بمئات الشباب إلى الزنازين وحرمانهم من الدراسة وضياع مستقبلهم.
قبل أكثر من عام كشفت وزارة الداخلية عن عدد الطلبة الذين يؤدون امتحانات التيرم الأول داخل السجون، وكان عددهم يومها 3462 طالباً، بالإضافة إلى طلبة شهادة الثانوية العامة الذين لا يؤدون امتحانات تيرم، فما الذى تم مع هؤلاء؟ وما هى الأحكام التى صدرت ضدهم؟ وما عدد الذين برأتهم المحاكم؟ وعدد الذين أفرج عنهم؟ وعدد الذين قضوا عقوبتهم؟ وعدد الذين مازالوا يقضون العقوبة؟.
نحن لا نمتلك أية معلومات عن أعداد الطلبة المحبوسين فى السجون المصرية، ولا نعرف حتى الجرائم أو التهم التى وجهت إليهم، وقد سبق وطالبنا وزارة العدل بأن تعلن
أسماء وأعمار الطلبة الذين حكم عليهم فى جرائم سياسية، ونوعية الجرائم التى قاموا بها، والأحكام التى صدرت ضدهم، والمراحل التعليمية التى كانوا فيها.
الأمل معقود فى الرئيس وفى الحكومة لكى يعيدوا النظر فى التهم الموجهة لأولادنا الطلبة، وأن ينظر لهم بعين الرحمة والرأفة مهما كانت انتماءاتهم السياسية، فهم فى النهاية مجرد شباب، وليس من المنطق أن نقسو عليهم فقط لأنهم يتبعون جماعة الإخوان.
تعالوا نكرر ونقول: يجب أن تتسع قوائم العفو لجميع أولادنا الشباب والطلبة الذين لم تلوث أيديهم بالدماء، أن تصدر القائمة الرابعة بآلاف من أولادنا الشباب، تعالوا نعطِ أولادنا وأنفسنا فرصة، تعالوا نبعد الكراهية ونغلب التسامح والحب، لن نخسر كثيرا إذا حاولنا وفشلنا، السجون على بعد مرمى حجر، والزنازين تتسع للمئات، تعالوا نبدِ المحبة والتسامح، فالمؤكد أننا سوف نكسب أنفسنا، سوف ننقذها من الانزلاق فى الكراهية والثأر والعنف، والمؤكد أيضا أننا سوف نكسب الكثير من أولادنا، وسنسعد بعودتهم إلى أحضاننا مرة أخرى، تذكروا جيدا أن هؤلاء أولادنا وأملنا وليس أعداء الوطن.