عباس الطرابيلى
هموم مصرية - هل نسينا: أن أمريكا .. هي أمريكا ؟
بعض المعترضين علي قرار الرئيس ترامب- حول القدس- لم يتوقعوا هذا القرار.. ربما لأن الكونجرس سبق أن وافق علي هذا القرار من عام 1995.. ولكن أحداً من أي رؤساء أمريكا من هذا التاريخ لم يجرؤ علي توقيع هذا القرار.. إلي أن جاء ترامب!!
ولكن كل هؤلاء نسوا، أو ربما تناسوا، سوءات أمريكا.. ورؤساء أمريكا ولكن أتحدث عن مواقف عمرها عشرات السنين ومن القرن 19.. بل كيف خذلتنا أمريكا أيام رئيسها ويلسون الذي كان يتلاعب بأعصاب الشعوب وعن حقها في تقرير مصيرها.. وما جري لنا بمجرد انتهاء الحرب العالمية الأولي والنكسة التي أصابت مصر بسبب هذه المبادئ التي تراجع عنها ويلسون هذا عندما تحدث عن حق الاحتلال البريطاني.. في بلادنا!!
<< وهل ننسي أن أمريكا- أيام الرئيس هاري ترومان- التي كانت أول وأسرع دولة تعترف بدولة إسرائيل، منذ الدقائق الأولي لإعلان ديفيد بن جوريون إعلان قيام هذه الدولة مساء 14 مايو 1948.. ولا كيف وقفت أمريكا داعمة لهذه الدولة في كل المحافل الدولية- في الأمم المتحدة- ولا كيف استخدمت حق الفيتو لتمنع أي قرار يدين إسرائيل عن مجلس الأمن، ولا كيف انسحبت أمريكا أيضًا من منظمة اليونسكو كان يمكن أن يدين سلوكيات إسرائيل الخاصة بمدينة القدس والحفر أسفل المسجد الأقصي وقبة الصخرة.. هل نسينا كل ذلك؟!
<< وهل نسينا الدعم العسكري الأمريكي الكبير عندما أصبحت أمريكا هي المورد الأول والأكبر للأسلحة لإسرائيل، بعد فرنسا وبريطانيا.. وكيف كانت تقدم لها بعض أسلحتها حتي قبل أن يستخدمها الجيش الأمريكي نفسه.. وكيف تجلي ذلك أيام الرئيس جونسون التي تشير بعض الأصابع إلي ضلوعه في جريمة اغتيال رئيسه جون كيندي عام 1963.. وان جونسون هذا هو الذي أعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لكي تنفذ حملاتها العسكرية في يونية 1967 وتحتل بذلك أراضي من الأردن ومن سوريا.. وكل سيناء..
وخلال حرب أكتوبر 1973 عندما نجحت قوات مصر في توجيه ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي.. ودمرت نصف دباباته ومدفعيته.. وكيف صرخت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل تطلب النجدة من الرئيس نيكسون فأسرع إلي إرسال أعداد هائلة من الدبابات الأمريكية من مصانعها مباشرة إلي مطار العريش.. وكانت عداداتها صفرًا.. لكي تنقذ إسرائيل وكيف أن نيكسون ذلك هو الذي أرسل صور الأقمار الصناعية التي اكتشفت الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث.. وكان ما كان..
<< هم- كلهم- أمريكيون يعتبرون إسرائيل جزءًا من الولايات المتحدة حتي وإن خدعتنا السياسة الأمريكية وبعض رؤساء أمريكا.. هذا أو ذاك.
ولكننا نسينا كل ذلك.. وخدعتنا أمريكا حديثاً أيام أوباما وها هي تخدعنا أيضاً الآن أيام الرئيس ترامب..
يا سيدي كلهم أمريكا.. وكلهم أمريكيون.. فلماذا تتعجبون الآن؟!