الأخبار
نبيل زكى
كلمة السر - استفزاز أمريكي جديد
الواضح أن البيت الأبيض الأمريكي مصمم علي مواصلة استفزازاته للعالمين العربي والإسلامي وعلي تحويل الصراع العربي -الإسرائيلي إلي صراع ديني لتفجير هذه المنطقة بعد أن فشلت المنظمات الارهابية في أداء هذه المهمة. والغريب أن الاستفزاز الجديد يسبق زيارة نائب الرئيس الامريكي »مايك بنس»‬ للمنطقة يوم الاربعاء القادم.
فقد صرح مسئول كبير في البيت الأبيض بأنه من المتوقع أن يضاف إلي اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها... اعتراف جديد بأن حائط البراق، الذي أسماه المسئول الكبير »‬حائط المبكي» في البلدة القديمة بالقدس جزء من دولة إسرائيل!! وقال المسئول: »‬لا نستطيع أن نتصور أي وضع لايكون فيه حائط المبكي جزءاً من اسرائيل»!!
وبعد ذلك يتحدث المسئولون الامريكيون عن رغبتهم في استئناف »‬عملية السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين!! الأمر الذي يكشف مدي الاستخفاف بالعرب والاستهانة بهم والتقليل من قدرهم والسخرية بعقولهم.
وحائط البراق من المعالم البارزة للحرم القدسي ويشكل جزءاً من الجدار الغربي للحرم، ويمتد من باب المغاربة جنوبا، وطوله حوالي 47 متراً وارتفاعه حوالي 17 متراً.
وهذا هو الحائط الذي قام الرسول »‬صلي الله عليه وسلم» بربط البراق، -الدابة-، في حلقة به عندإسرائه ليلاً من المسجد الحرام بمكة إلي المسجدالأقصي قبل أن يعرج إلي السماء. والحائط هو أحد جدران المسجد الأقصي الذي يمثل أولي القبلتين وثالث أقدس المساجد بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
ومنذ الفتح الإسلامي لبيت المقدس إبان خلافة عمر بن الخطاب، يتولي المسلمون إدارة الحرم القدسي وما حوله بما فيها حائط البراق. واذا كان المسئولون الامريكيون يجهلون التاريخ، فإن البروفيسور الاسرائيلي »‬شلومو ساند» أعلن في كتابه»‬اختراع الشعب اليهودي»، الصادر عام 2009، ان نتائج الحفريات الأثرية التي أجرتها هيئة الآثار الاسرائيلية في القدس والضفة الغربية، منذ عام 1967، أكدت أنه لم يتم العثور علي أية آثار يهودية.
وعقب إعدام قادة ثورة البراق، التي قامت لمنع المهاجرين اليهود من الاستيلاء علي الحائط في 23 أغسطس عام 1929، تشكلت لجنة دولية محايدة لتحديد حقوق المسلمين واليهود في حائط البراق، برئاسة وزير خارجية السويد الأسبق وعضوية قاض سويسري رفيع المكانة. واطلعت اللجنة علي كل الوثائق التي تقدم بها الطرفان، وزارت كل الأماكن المقدسة في فلسطين، واستمعت إلي ممثلي العرب واليهود ثم وضعت تقريرها عقب هذا التحقيق في عام 1930 وقدمته إلي عصبة الأمم.. لتؤيد حق المسلمين- الذي لاشبهة فيه- في ملكية حائط البراق.. وجاء في نص قرار اللجنة: »‬للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لايتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين ايضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المنطقة المعروفة بحارة المغاربة، المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير».. وفي عام 1931، أصدرت الحكومة البريطانية كتابا أبيض تعترف فيه بملكية المسلمين للحائط.
ولاوجود لما يسمي بحائط المبكي في كتب اليهود المقدسة أو التاريخية، ولم يرد ذكرلهذا الحائط من قريب أو بعيد في الموسوعة اليهودية عام 1901. وخلال الحكم المصري للشام »‬1831- 1840» كان يسمح لليهود بالاقتراب من الحائط والبكاء عنده مقابل 30 جنيها إنجليزيا يتم تسديدها لوكيل الوقف. ولم يتخذ اليهود الحائط مكانا للعبادة في أي وقت إلا بعد صدور وعد بلفور عام 1917.
وربما لايعلم المسئولون الامريكيون أن اليهود انفسهم لم يدعوا ملكية هذا الحائط عندما قدموا شكواهم إلي اللجنة الدولية، التي سبقت الاشارة اليها، وكل ما طالبوا به هو تمكينهم من أداء طقوسهم عنده.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف