جلال دويدار
خواطر - مبادرة الفائدة المخفضة تفتح ابواب الأمل للشباب
لم أكن استطيع أن أخفي سعادتي وتفاؤلي.. كلما شاهدت ضمن اعلانات الطرق التي تطالعني دعوة بعض البنوك للشباب للتقدم إليها للحصول علي قروض لمشروعاتهم الصغيرة بفائدة لا تتعدي ٥٪ . هذه الدعوات البنكية ليست الا تفعيلا لما قررته الدولة والتزمت هذه البنوك بتنفيذه.
هذه الاستراتيجية تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في جلسة تعزيز ريادة الاعمال الذي عقد ضمن فعاليات المنتدي الافريقي الذي افتتحه في شرم الشيخ.. ليس من تعليق علي ما تضمنته هذه الاستراتيجية الغاية في الايجابية سوي أنها تمثل الطريق الأمثل والعملي والطبيعي للارتفاع بمستوي دخول مصر الواسع إلي عالم التصنيع.
شرح الرئيس في كلمته فلسفة هذا البرنامج بأنه يقوم علي اعتماد ٢٠٠ مليار جنيه كقروض للصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر. هذه القروض التي تقدمها البنوك بواقع ٥٠ مليار جنيه كل عام.. متاحة لأي فكرة أو مشروع خلاّق من جانب الشباب أو رجال الاعمال. الأهمية ليست في صرف هذه القروض التي بدأت بالفعل ولكن الأهم هو اجتذاب الشباب للعمل الحر خاصة وان الفائدة عليها منخفضة جدا ولاتتجاوز ٥٪.
حرص الرئيس أن يؤكد أن هذا المشروع الواعد هدفه دعم المصداقية في تعامل الشباب ورجال الاعمال مع الدولة إلي جانب ثقة هؤلاء الشباب ورجال الاعمال في أنفسهم وقدرتهم. التحرك بنجاح في إطار هذه الاستراتيجية يستهدف بصورة مباشرة توسيع قاعدة رجال الاعمال في المجال الصناعي من خلال أنشطة حقيقية وعملية.. هذا المشروع الواعد الذي يشق طريقه بنجاح سبق للرئيس الأسبق مبارك خلال فترة حكمه الدعوة إلي تنفيذه.. ولكنه لم يحالفه الحظ نتيجة نفوذ وتسلط وتدخلات الدائرة الضيقة للحيتان من لرجال الاعمال.
لا جدال أن الأمل كبير بانطلاق مشروع تنمية وتشجيع الصناعات الصغيرة من واقع تجارب الدول الصناعية الكبري وفي مقدمتها علي سبيل المثال ألمانيا بشهرتها الصناعية. الجميع يعلم ويدرك أن قوة هذه الدولة الاقتصادية اعتمدت بشكل أساسي علي هذه المشروعات الصغيرة. إنها تعد الركيزة الاساسية لكل مشروعاتها الصناعية العملاقة التي يثير انتاجها اعجاب وإقبال العالم.. من المؤكد أن هذه المعلومات الموثقة تبشر بالخير خاصة اذا ما خلصت النوايا واخلصت الجهود في التصدي للمعوقات والبيروقراطية باعتبارهما اعداء للطموحات والآمال.
هذه التسهيلات والحوافز التي تقدمها الدولة لتعظيم وتنشيط متطلبات النهوض الاقتصادي والاجتماعي.. تحتم علي الشباب التخلي عن سلبياتهم وعدم الركون إلي الكسل والاستسلام للاوهام. انهم وباعتبار ان هذه التسهيلات تستهدف مصلحتهم.. مطالبون بأن يؤمنوا ويدركوا ان تحقيق الآمال في حياة كريمة لا تتم دون تفعيل العقل والفكر وبذل الجهد والعرق.