فرحنا وهللنا بأول عالم مصري وعربي يحصل علي جائزة نوبل في "الفيمتو ثانية" الدكتور أحمد زويل فافردنا له الصفحات في الصحف والمجلات وافسحنا له الاحاديث والحوارات في التليفزيون والفضائيات ولم ننس اقامة الندوات والمحاضرات ونستقبله استقبال الابطال.. ولم تدم فرحتنا كثيرا فاكتشفنا حصوله علي جائزة الكنيست الاسرائيلي في تطوير منظومة الصواريخ الاسرائيلية وكنت أول من نشر صورته وهو يتسلم الجائزة ويحمل شيك المكافأة علي صفحات الجمهورية وعرفنا بعد ذلك انه تم تعيينه مستشارا للرئيس الأمريكي باراك أوباما فاختفت الفرحة!!
"وحبيب القلوب" محمد أبوتريكة دخل قلوبنا من أوسع الابواب وعرفنا الفرحة الكروية علي يديه.. جمع بين الحرفنه واللعب النظيف والاخلاق في الملعب فاطلقنا عليه لقب "القديس" ومنحناه صك البراءه مقدما لكل فعل أو سلوك يختاره.. ولكنه فاجأنا انه إخواني ويشارك مع مجموعة إخوانية في شركة سياحية لتمويل العمليات الإرهابية.. في البداية كانت صدمه وبعد تفكير رددنا جملتنا المعتاده.. "يافرحة ما تمت"!!
وعند ظهور وائل غنيم قلنا عليه شاب سوبر من قاده ثورة 25 يناير.. عندما يظهر في التليفزيون أو علي احدي الفضائيات نشعر بالفرحة ويتمني كل اب أن يري ابنه مثل وائل غنيم وعندما بكي خلال ظهوره مع المذيعة المتألقة مني الشاذلي بعد تحريره من الحبس بمساعدة احد قادة الحزب الوطني حسام البدراوي بكي كل المصريين ونامت المحروسة حزينة علي نقاء وثورية وجهاد وائل غنيم.. وكالعادة اكتشفنا أن وائل كان إخوانيا باعتراف عصام العريان وان "ابن جوجل" وتربية العم فيسبوك طلع متامر علي بلده بالاتفاق مع شيطانه العالم الولايات المتحدة الأمريكية.. قلنا مش مهم البركة في غيره!!
والشاب المصري الأصيل الذي استطاع أن يتسلق أكثر من عشرة ادوار ليصل إلي السفارة الإسرائيلية ويخلع العلم الإسرائيلي ويرميه علي الأرض وسط تصفيق حاد للبطل الشرقاوي.. لكن للاسف البعض اثبت انه حرامي غسيل والاطرف من ذلك أن أكثر من شاب ادعي انه هو صاحب العمل البطولي.. وحتي الان لم يستدل علي الفاعل الحقيقي فاختفت الفرحة!!
ولم يسلم حكامنا من احكامنا من فالرئيس المخلوع حسني مبارك اصبحنا نتغني بحياته وقلنا "اخترناه" ولم ننس فضل "كفر مصلحة" التي انجبته وعشنا علي الفرحة ببطل أكتوبر 30 عاما ثم اكتشفنا فساده وفساد انجاله فشطبنا اسمه من سجلات التاريخ.. حتي محمد نجيب أول رئيس للجمهورية عقب ثورة 52 عزلناه ووضعناه في فيلته وحيدا حتي توفاه الله.. والزعيم الخالد جمال عبدالناصر شككنا في انجازاته ولطخنا صفحته البيضاء "بزوار الفجر".. وبطل الحرب والسلام أنور السادات قلنا علي سياسة الانفتاح الاقتصادي انها فتحت الباب للحراميه والفاسدين.. اما الإرهابي محمد مرسي فالوقت لم يمنحنا فرصة الضحك علينا فاكتشفناه قبل أن يكتشفنا وعزلناه قبل أن يبيع اراضينا.. وهذه المره رددنا في نفس واحد وقلنا "فرحة وتمت".
والأن لم يبق لنا من الرمز الوطني سوي الرئيس عبدالفتاح السيسي.. انقذنا من ضياع هويتنا بعد ثورة 30 يونيو واعاد لنا الحس والانتماء الوطني وجعلنا نشعر مرة أخري بقيمة وأهمية رئيس مصر كصورة مشرفة ومشرقة داخل وخارج مصر.. نطلب من الله عز وجل أن يحفظه لتدوم علينا فرحتنا.