حجاج الحسينى
مواطن ومسئول - الإمام الأكبر والبابا ..شكرا
شكرا من لسان وقلب كل غيور على القدس لكل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ،وقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لرفضهما لقاء نائب الرئيس الأمريكى بعد إعلان ترامب، نقل سفارة أمريكا إلى القدس .
مواقف شيخ الأزهر والبابا انحياز للدولة الوطنية على مر التاريخ، والمجال لا يتسع هنا لذكر أمثلة ولكن اكتفى بموقف البابا كيرلس الخامس المؤيد للثورة العرابية والمعادى للاستعمار البريطاني، وتأسيس أول جيش مصرى يحارب المماليك بقيادة الجنرال يعقوب، بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر 1801، ثم فى1804 عندما اجتمع فى منزل عمر مكرم نقيب الأشراف كل من فضيلة شيخ الأزهر محمد الشرقاوى، والبطريرك الأنبا مرقص الثامن، ووضعوا أول وثيقة دستورية فى مصر وانطلقت ثورة 1804 التى أطاحت بالوالى العثمانى خورشيد، وتكررت مشاهد التلاحم بين الأزهر والكنيسة فى ثورة 1919 ومؤخرا فى ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية. هذه السطور المضيئة من أزمة القدس الأخيرة، وسط حالة اليأس والإحباط الذى تعيشه الشعوب العربية والإسلامية تعكس أهمية توحيد الكلمة والمواقف فى مواجهة غطرسة القوة الأمريكية والصهيونية، العالم لا يعترف بالضعفاء وعبارات التنديد والشجب وحروب الفيس بوك وتويتر وانستجرام والاكتفاء بالدعاء فقط. وفى اعتقادى المتواضع أن الأسلحة التى يمكن أن تكون فاعلة فى مواجهة أزمة قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس هى المقاومة فى الأراضى المحتلة ووحدة الصف الفلسطينى والمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية وسحب أرصدة العرب من البنوك الأمريكية والصهيونية. ولكن يبقى السؤال هل ننجح فى استخدام هذه الأسلحة؟