شاهد الملايين فى العالم الطفل الفلسطينى الذى لم تتجاوز سنواته عدد أصابع اليد الواحدة وهو يصرخ بأعلى صوته فى وجه جنود الاحتلال الذين يقتادون والده إلى سيارة الترحيلات بدون شفقة أو رحمة «بدى بابا». كم كان هذا الطفل كبيرا فى مشاعره ،عظيما فى الوفاء، وفى قمة الرجولة وهو يفعل ما يشبه المستحيل من أجل إنقاذ والده من أيدى الجبابرة والطغاة.
هذا الطفل كان أشجع من كل الجنود ويمتلك من الإنسانية ما يفوق إنسانية شعب اسرائيل بالكامل هو يبكى بضعف وتحد، يركض خلف الجنود على أمل إنقاذ والده ولا يخشى أى شىء ولا يفكر فى شىء سوى نجدة الأب . كان المشهد مؤثرا إلى الحد الذى لا يمكن لأى إنسان له قلب أن يتحمل صرخة وإصرار الطفل الصغير ووجع قلبه الضعيف على والده الذى تلقى القبض عليه قوات الاحتلال وينتزعونه عنوة من حضن ابنه الصغير. كل من شاهد المقطع على «اليوتيوب» يندهش من حالة الحب الكبير التى يتمتع بها هذا الأب فى قلب ابنه الطفل الصغير وكيف اندفع وهو ضعيف صغير يتشبث بأقدام الجنود لمنع حركتهم وتخليص والده من أيديهم وكادت الأقدام الغاشمة أن تعرضه للاختناق وهو يصرخ بالصوت «بدى بابا». هذا الطفل هو رمز للحب والإصرار والتحضر فى وجه الظلم، هو صرخة عالية الصوت يجب أن يصل مداها إلى كل ضمير حى فى العالم ليتعرف على القلوب القاسية الغاشمة فى صورة جنود الاحتلال. كيف يتحمل قلب هذا الطفل قسوة المشهد وهو يرى غرباء جحافل مدججين بالسلاح والقوة يقتحمون المنزل للقبض على الأب؟ وكيف سينام من بعد ما شاهده؟ أين الضمير العالمى الذى يتبنى حقوق الإنسان؟. الطفل الصغير بعد أن فشل فى تخليص والده قرر أن يصعد معه سياراة السجن وحاول الدخول وكان الجنود يمنعونه وفى نهاية الأمر صرخ الجد الطاعن فى السن فى وجه الجنود كلنا نريد أن نذهب معه. هى قصة تختصر صفحات وحكايات عن جيل جديد يكبر فى الأراضى المحتلة يرتبط بالأرض ويعشق الآباء ويقدم روحه فداء للأرض والوطن.
تحية لروح كل شهيد روى بدمائه أرض فلسطين المباركة التى لن تضيع مادامت عزيمة الأطفال أقوى من همة الرجال فى إسرائيل.