نهاد عرفة
أحلام مصرية جداً - رسائل جديدة للرجل
إذا كانت نسبة الرجال في المجتمع المصري تبلغ 52 %، فلماذا نُحمل المرأة كل مشكلات الزيادة السكانية، لماذا نتوجه لها فقط بالرسائل السكانية لتنظيم الأسرة، هذا ما فكرت فيه د. مايسة شوقي نائبة وزير الصحة والمشرفة علي المجلسين، القومي للسكان والقومي للطفولة والأمومة، ولهذا جاءت مبادرتها الأخيرة للرجال في تبني نشر ودعم الوعي المعرفي بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.
لقد تخوف الكثيرون منذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان 1994 من إضافة خدمات أكثر للرجل وتعزيز مسئوليته في مجال تنظيم الأسرة خوفاً من تقليص الموارد المتاحة للمرأة، وهوَ منطق غريب نتج عنه أن تحملت المرأة كل المسئولية تجاه الزيادة السكانية.
ولهذا أكدت د. مايسة شوقي أن تقديم خدمات الأسرة للرجل ومشاركته للمرأة ودعمها في تنظيم أسرتها تُعد إضافة لها وليس انتقاصاً من مسئولياتها، فالقضية السكانية قضية مجتمع بأكمله، بنصفيه المتلازمين، المرأة والرجل، لاحتواء الزيادة السكانية التي أصبحت خطراً داهماً تلتهم كل موارد الدولة في وقت نحن أحوج فيه لتعظيم الموارد والإرتقاء بالخصائص السكانية من تعليم وصحة واقتصاد واستثمار وزراعة وتنمية..إلخ، إذن شراكة الرجل في تنظيم الأسرة وتنفيذ الاستراتيجية السكانية أمر بالغ الأهمية، لقد كشفت د. مايسة أن مشاركة الرجل في تبني مفهوم تنظيم الأسرة لم تلق الاهتمام علي مدار سنوات طويلة، رغم أنه صاحب القرار والأكثر حظاً في التعليم مقارنة بالمرأة ولهذا يجب أن توجه له الرسائل التوعوية الجديدة بذات القوة التي تصل بها إلي السيدات.